الأنبياء ٥ - ٢
عسكر الموتى فالواجب عليك ان تحاسب نفسك قبل أن تحاسب وتتنبه للعرض قبل ان تنبه وتعرض عن الغافلين وتشتغل بذكري خالق الخلق أجمعين لنفوز بلقاء رب العالمين ما يأتهم من ذكر شيء من القرآن من ربهم محدث في التنزيل اتيانه مبتدأة تلاوته قريب عهده باستماعهم والمراد به الحروف المنظومة ولا خلاف في حدوثها الا استمعوه من النبي صلى الله عليه و سلم أو غيره ممن يتلوه وهم يلعبون يستهزؤون به لاهية حال من ضمير يعلبون أو وهم يلعبون ولاهية حالان من الضمير في اسمتعوه ومن قرأ لاهية بالرفع يكون خبر ابعد خبر لقوله وهم وارتفعت قلوبهم بلا هية وهي من لها عنه اذا ذهل وغفل والمعنى قلوبهم غافلة عما يراد بها ومنها قال أبو بكر الوراق القلب اللاهي المشغول بزينة الدنيا وزهرتها الغافل عن الآخرة وأهوالها وأسروا وبالغوا في اخفاء النجوى وهي اسم من التناجي ثم أبدل الذين ظلموا من واو وأسروا ايذانا بانهم الموسومون بالظلم فيما أسروبا به او جاء على لغة من قال أكلوني البراغيث أو هو مجرور المحل لكونه صفة أو بدلا من الناس أو هو منصوب المحل على الذم أو هو مبتدأ خبرا أسروا النجوى فقدم عليه أي والذين ظلموا اسروا النجوى هل هذا الابشر مثلكم أتأتون السحر وأنتم تبصرون هذا الكلام كله في محل نصب بدل من النجوى أي وأسروا هذا الحديث ويجوز أن يتعلق بقالوا مضمرا والمعنى أنهم اعتقدوا ان الرسول لا يكون الا ملكا وان كل من ادعى الرسالة من البشر وجاء بالمعجزة فهو ساحر ومعجزته سحر فلذلك قالوا على سبيل الانكار افتحضرون السحر وانتم تشاهدون تعاينون انه سحر قال ربي حمزة وعلي وحفص أي قال محمد وغيرهم قل ربي أي قل يا محمد للذين أسروا النجوى بعلم القول في السماء والأرض أي يعلم قول كل قائل هو في السماء والارض سرا كان أو جهرا وهو السميع لاقوالهم العليم بما في ضمائرهم بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر اضربوا عن قولهم هو سحر إلى أنه تخاليط أحلام رآها في نومه فتوهمها وحيا من الله اليه ثم إلى أنه كلام مفترى من عنده ثم إلى أنه قول شاعر وهكذا الباطل لجلج والمبطل رجاع غير ثابت على قوله واحد ثم قالوا ان كان صادق في دعواه وليس الامر كما يظن فليأتنا بآية بمعجزة كما ارسل الاولون كما ارسل من قبله باليد البيضاء والعصا وابراء الاكمه واحياء الموتى وصحة التشبيه في قوله كما ارسل الاولون من حيث انه في معنى كما أتى الاولون بالآيات لأن ارسال الرسل متضمن للاتيان بالآيات الا