الأنبياء ١١٢ - ١١٠
الحج ٢ - ١
أي لا ادري متى يكون يوم القيامة لان الله تعالى لم يطلعني عليه ولكني اعلم بانه كائن لا محالة ولا ادري متى يحل بكم العذاب ان لم تؤمنوا انه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون أي انه عالم بكل شىء يعلم ما تجاهرونني به من الطعن في الاسلام وما تكتمونه في صدوركم من الاحقاد للمسلمين وهو مجازيكم عليه وان ادري لعله فتنة لكم وما ادري لعل تأخير العذاب عنكم في الدنيا امتحان لكم لينظر كيف تعملون ومتاع الى حين وتمتيع لكم الى الموت ليكون ذلك حجة عليكم قل رب احكم بالحق اقض بيننا وبين اهل مكة بالعدل او بما يحق عليهم من العذاب ولا تحابهم وشدد عليهم كما قال واشدد وطأتك على مضر قال رب حفص على حكاية قول رسول الله صلى الله عليه و سلم رب احكم يزيد ربي احكم زيد عن يعقوب وربنا الرحمن العاطف على خلقه المستعان المطلوب منه المعونة على ما تصفون وعن ابن ذكوان بالياء كانوا يصفون الحال على خلاف ما جرت عليه وكانوا يطمعون ان تكون الشوكة لهم والغلبة فكذب الله ظنونهم وخيب امالهم ونصر رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين وخذلهم أي الكفار وهو المستعان على ما يصفون
سورة الحج مكية وهي ثمان وسبعون اية
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم امر بني آدم بالتقوى ثم علل وجوبها عليهم بذكر الساعة ووصفها بأهول صفة بقوله إن زلزلة الساعة شيء عظيم لينظروا إلى تلك الصفة ببصائرهم ويتصورها بعقولهم حتى يبقوا على أنفسهم ويرحموها من شدائد ذلك اليوم بامتثال ما أمرهم به ربهم من التردي بلباس التقوى الذي يؤمنهم من تلك الأفزاع والزلزلة شدة التحريك والإزعاج وإضافة الزلزلة إلى الساعة إضافة المصدر إلى فاعله كانها هي التي تزلزل الأرض على المجاز الحكمي أو إلى الظرف لأنها تكون فيها كقوله بل مكر الليل والنهار ووقتها يكون يوم القيامة أو عند طلوع الشمس من مغربها ولا حجة فيها للمعتزلة في تسمية المعدوم شيئا فإن هذا اسم لها حال وجودها وانتصب يوم ترونها أي الزلزلة أو الساعة بقوله تذهل تغفل والذهول الغفلة كل مرضعة عما أرضعت عن