القصص ٥ - ١
سورة القصص مكية ثمانون وثمان آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

طسم تلك آيات الكتاب المبين يقال بأن الشيء وأبان بمعنى واحد ويقال ابنته فأبان لازم ومتعد أي مبين خيره وبركته أو مبين للحلال والحرام والوعد والوعيد والإخلاص والتوحيد نتلوا عليك نقرأ عليك أي يقرؤه جبريل بأمرنا ومفعول نتلوا من نبأ موسى وفوعون أي نتلوا عليك بعض خبرهما بالحق حال أي محقين لقوم يؤمنون لمن سبق في علمنا انه مؤمن لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم إن فرعون جملة مستأنفة كالتفسير للجمل كان قائلا قال وكيف كان نبؤهما فقال إن فرعون علا طغى وجاوز الحد في الظلم واستكبر وافتخر بنفسه ونسى العبودية في الأرض أي أرض مملكته يعنى مصر وجعل أهلها شيعا فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه لا يملك أحد منهم أن يلوى عنقه أو فرقا مختلفة يكرم طائفة ويهين أخرى فأكرم القبطي وأهان الإسرائيلي يستضعف طائفة منهم هم بنو إسرائيل يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم أي يترك البنات أحياء للخدمة وسبب ذبح الأبناء أن كاهنا قال له يولد مولود في بني اسرائيل يذهب ملكك على يده وفيه دليل على حمق فرعون فإنه أن صدق الكاهن لم ينفعه القتل وإن كذب فما معنى القتل ويستضعف حال من الضمير في جعل او صفة لشيعا أو كلام مستأنف ويذبح بدل من يستضعف إنه كان من المفسدين أي أن القتل ظلما إنما هو فعل المفسدين إذ لا طائل تحته صدق الكاهن أو كذب ونريد ان نمن نتفضل وهو دليل لنا في مسألة الأصلح وهذه الجملة معطوفة على أن فرعون علا في الأرض لأنها نظيرة تلك في وقوعها تفسير لنبإ موسى وفرعون واقتصاصا له أو حال من يستضعف أي يستضعفهم فرعون ونحن نريد أن نمن عليهم وإرادة اله تعالى كائنة فجعلت كالمقارنة لاستضعافهم على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة قادة يقتدى بهم في الخير


الصفحة التالية
Icon