سبأ ٣ - ١
سورة سبأ
سورة سبأ مكية وهى أربع وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد ان أجرى على المعهود فهو بما حمد به نفسه محمود وان أجرى على الاستغراق فله لكل المحامد الاستحقاق لله بلام التمليك لأنه خالق ناطق الحمد أصلا فكان بملكه مالك الحمد للتحميد أهلا الذى له ما فى السموات وما فى الأرض خلقا وملكا وقهرا فكان حقيقا بأن يحمد سرا وجهرا وله الحمد فى الآخرة كما هو له فى الدنيا إذ النعم فى الدارين من المولى غير أن الحمد هنا واجب لأن الدنيا دار تكليف وثم لا لعدم التكلف وإنما يحمد أهل الجنة سرورا بالنعيم وتلذذا بما نالوا من الاجر العظيم بقولهم الحمد لله الذى صدقنا وعده الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن وهو الحكيم بتدبير ما فى السماء والأرض الخبير بضمير من يحمده ليوم الجزاء والعرض يعلم مستأنف مايلج ما يدخل فى الأرض من الأموات والدفائن وما يخرج منها من النيات وجواهر المعادن وما ينزل من السماء من الامطار وأنواع البركات وما يعرج فيها يصعد إليها من الملائكة والدعوات وهو الرحيم بانزال ما يحتاجون إليه الغفور لما يجترءون عليه وقال الذين كفروا أى منكرو البعث لا تأتينا الساعة ففى البعث وإنكار المجئ الساعة قل بلى أوجب ما بعد النفى بلى على معنى أن ليس الامر إلا اتيانها وربى لتأتينكم ثم أعيد ايجابه مؤكدا بما هو الغاية فى التوكيد والتشديد وهو التوكيد باليمين بالله عز و جل ثم أمد التوكيد القسمى بما اتبع المقسم به من الوصف بقوله عالم الغيب لان عظمة حال المقسم به تؤذن بقوة حال المقسم عليه وبشدة ئباته واستقامته لأنه بمنزلة الاستشهاد على الامر وكلما كان المستشهد به أرفع منزلة كانت الشهادة أقوى وآكد والمستشهد عليه أثبت أو رسخ ولما كان قيام الساعة من مشاهير الغيوب وأدخلها فى الخفية كان الوصف بما يرجع إلى علم الغيب أولى وأحق عالم الغيب مدنى وشامى أى هو عالم الغيب كلام الغيب حمزة وعلى على المبالغة لا يعزب عنه وبكسر الزاى على يقال عزب