سورة الطلاق مدنية وهي اثنتا عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبي إذا طلقتم النساء خص النبي صلى الله عليه و سلم بالنداء وعم بالخطاب لأن النبي إمام امته وقدوتهم كما يقال لرئيس القوم يا فلان افعلوا كذا ظهار لتقدمه واعتبارا لترؤسه وانه قدوة قومنه فكان هو وحده في حكم كلهم وسادا مسد جميعهم وقيل التقدير يا أيها النبي والمؤمنون ومعنى اذا طلقتم النساء إذا أردتم تطليقهن وهممتم به على تنزيل المقبل على الاسر المشراف له منزلة الشارع فيه كقوله عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه ومنه كان الماشي إلى الصلاة والمنتظر لها في حكم المصلي فطلقوهن لعدتهن فطلقوهن مستقبلات لعدتهن وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم في قبل عدتهن واذا طلقت المرأة فيالطهر المتقدم للقرء الأول من أقرائها فقد طلقت مستقبلة لعدتها والمراد ان تطلق المدخول بهن من المعتدات بالحيض في طهر لم يجامعن فيه ثم يخلين حتى تنقضي عدتهه وهذا احسن الطلاق واحصوا العدة واضبطوها بالحفظ وأكملوها ثلاثة أقراء مستقبلات كوامل لانقصان فيهن وخوطب الازواج لغفلة النساء واتقوا الله ربمك لا تخرجوهن حتى تنقضي عدتهن من بيوتهن من مساكنهن التي يسكنها قبل العدة وهي بيوت الازواج واضيف اليهن لاختصاصها بهن من حيث المسكن وفيه دليل على ان السكنى واجبة وان الحنث بدخول دار يسكنها فلان بغير سلك ثابت فيما اذا حلف لا يدخل داره ومعنى الاخراج ان لا يخرجهن البعولة غضبا عليهم وكراهة لمسا كنتهن أو لحاجة الا المساكن وان لا يأذنوا الهن في الخروج اذا طلبن ذلك إيذانا بأن اذنهم لا أثر له في رفع الحظر ولا يخرجن بأنفسهن ان اردن ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة قيل هي الزنا أي إلا أن يزنين فيخرجن لاقامة الحد عليهن وقيل خروجاه قبل انقضاء العدة فاحشة في نفسه وتلك حدود الله أي الاحكام المذكورة ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا يدري أيها المخاطب لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا بأن يقلب قلبه من بغضه إلى محبتها ومن الرغبة عنها إلى الرغبة فيها ومن عزيمة الطلاق إلى الندم إليه فيراجعها والمعنى فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة ولا تخرجوهن من بيوتهن لعلك تندمون فتراجعون فاذا ابلغن أجلهن قاربن آخر العدة فأمسكوهن بمعرف أو فارقوهن بمعروف