سورة المعارج مكية وهى أربع وأربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم سأل سائل هو النضر بن الحرث قال ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم أو هو النبي صلى الله عليه و سلم دعا بنزول العذاب عليهم ولما ضمن سأل معنى دعا عدى تعدينه كأنه قيل دعا داع بعذاب واقع من قولك دعا بكذا إذا استدعاه وطلبه ومنه قوله تعالى يدعون فيها بكل فاكهة وسأل بغير همز مدني وشامي وهو من السؤال أيضا إلا انه خفف بالتليين وسائل مهموز اجماعا للكافرين صفة لعذاب أي بعذاب واقع كائن للكافرين ليس له لذلك العذاب دافع راد من الله متصل بواقع أي واقع من عنده أو بدافع أي ليس له دافه من جهته تعالى إذا جاء وقته ذي المعارج أي مصاعد السماء للملائكة جمع معرج وهو موضع العروج ثم وصف المصاعد وبعد مداها في العلو والارتفاع فقال تعرج تصعد وبالياء على الملائكة والروح أي جبريل عليه السلام خصه بالذكر بعد العموم لفضله وشرفه أو خلق هم حفظة على الملائكة كما أن الملائكة حفظة علينا أو أرواح المؤمنين عند الموت اليه إلىعرشه ومهبط أمره في يوم من صلة نعرج كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا لو صعد فيه غبر الملك أو من صلة واقع أ يقع في يوم طويل مقداره خمسين ألف سنة من سنينكم وهو يوم القيامة فأما ان يكون استطالة له لشدته على الكفار أو لأنه على الحقيقة كذلك فقد قيل فيه خمسون موطنا كل موطن ألف سنة وما قدر ذلك على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر فاصبر متعلق بسأل سائل لأن استعجال النضر بالعذاب إنما كان على وجه الاستهزاء برسول الله صلى الله عليه و سلم والتكذيب بالوحي وكان ذلك مما يضجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالصبر عليه صبرا جميلا بلا جزع ولا شكوى انهم إن الكفار يرونه أي العذاب أو يوم القيامة بعيدا مستحيلا ونراه قريبا كائنا لا محالة فالمراد بالبعيد من الإمكان وبالقريب القريب منه نصب يوم تكون السماء بقريبا أي يمكن في ذلك اليوم أو هو بدل عز في يوم فيمن علقه بواقع كالمهل كدر دي الزيت أو كالفضة المذابة في تلونها وتكون الجبال كالعهن كالصوف المصبوغ ألوانا لأن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغربيب سود فإذا بست طيرت في الجو شبهت العهن المنفوش


الصفحة التالية
Icon