وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
سورة عبس
بسم الله ارحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى
مأواه والألف واللام بدل من الاضافة وهذا عند الكوفيين وعند سيبويه وعند البصريين هى المأوى له وأما من خاف مقام ربه أى علم أن له مقاما يوم القيامة لحساب ربه ونهى النفس الامارة بالسوء عن الهوى المؤذى أى زجرها عن اتباع الشهوات وقيل هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها والهوى ميل النفس إلى شهواتها فإن الجنة هى المأوى أى المرجع يسئلونك عن الساعة أيان مرساها متى ارساؤها أى اقامتها يعنى متى يقيمها الله تعالى ويثبتها فيم أنت من ذكراها فى أى شىء أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمم به أى ماأنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها فى شىء كقولك ليس فلان من العم فى شىء وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يزل يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت فهو على هذا تعجب من كثرة ذكره لها أى أنهم يسألونك عنها فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها إلى ربك منتهاها منتهى علمها متى تكون لا يعلمها غيره أو فيم انكار لسؤالهم عنها أى فيم هذا السؤال ثم قال أنت من ذكراها أى ارسالك وأنت آخر الأنبياء علامة من علاماتها فلا معنى لسؤالهم عنها ولا يبعد أن يوقف على هذا على فيم أنت من ذكراها متصل بالسؤال أى يسألونك عن الساعة أيان مرساها ويقولون أين أنت من ذكراها ثم استأنف فقال إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها أى لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة وإنما لم يلبثوا فى الدنيا الاعشية أو ضحاها أى ضحى العشية استقلوا مدة لبثهم فى الدنيا لما عاينوا من الهول كقوله لم يلبثوا إلا ساعة من نهار وقوله قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم وإنما صحت اضافة الضحى إلى العشية للملابسة بينهما لاجتماعهما فى نهار واحد والمراد أن مدة لبثهم لم تبلغ يوما كاملا ولكن أحد طرفى النهار عشيته أو ضحاه والله أعلم
سورة عبس مكية وهى اثنتان واربعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
عبس كلح أى النبى صلى الله عليه و سلم وتولى اعرض أن جاءه لأن جاءه ومحله نصب لأنه مفعول له والعامل فيه عبس أو تولى على اختلاف المذهبين الأعمى عبد الله بن ام مكتوم وام مكتوم أم