التكوير ٢٩ - ٢٧
الانفطار ٨ - ١
فأى طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التى بينت لكم وقال الجنيد فأين تذهبون عنا وان من شىء إلا عندنا إن هو إلا ذكر للعالمين ما القرآن إلا عظة للخلق لمن شاء منكم بدل من العالمين أن يستقيم أى القرآن ذكر لمن شاء الاستقامة يعنى إن الذين شاءوا الاستقامة بالدخول فى الاسلام هم المنتفعون بالذكر فكانه لم يوعظ به غيرهم وإن كانوا موعظين جميعا وما تشاءون الاستقامة إلا أن يشاء الله رب العالمين مالك الخلق أجمعين
سورة الانفطار مكية وهى تسع عشرة آية
بسم الله لرحمن الرحيم
اذا السماء انفطرت انشقت واذا الكواكب انتثر تساقطت وإذا البحار فجرت فتح بعضها إلى بعض وصارت البحار بحرا واحدا وإذا القبور بعثرت بحثت وأخرج موتاها وجواب إذا علمت نفس أى كل نفس برة وفاجرة ما قدمت ما عملت من طاعة وأخرت وتركت فلم تعمل أو ما قدمت من الصدقات وما أخرت من الميراث يا أيها الانسان قيل الخطاب لمنكرى البعث ما غرك بربك الكريم الذى خلقك أى شىء خدعك حتى ضيعت ما وجب عليك مع كرم ربك حيث أنعم عليك بالخلق والتسوية والتعديل وعنه عليه السلام حين تلاها غره جهله وعن عمر رضى الله عنه غره حمقه وعن الحسن غره شيطانه وعن الفضيل لو خوطبت أقول غرتنى ستورك المرخاة وعن يحيى بن معاذ أقول غرنى بربك بى سالفا وآنفا فسواك فجعلك مستوى الخلق سالم الأعضاء فعدلك فصيرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت فيه فلم يجعل إحدى اليدين أطول ولا احدى العينين أوسع ولا بعض الأعضاء أبيض وبعضها أسود أو جعلك معتدل الخلق تمشى قائما لا كالبهائم وبالتخفيف كوفى وهو بمعنى المشدد أىعدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت فكنت معتدل الخلقة متناسبا فى أى صورة ما شاء ركبك ما مزيد للتوكيد أى