سورة البروج مكية وهى اثنتان وعشرون آية
والسماء ذات البروج هى البروج الاثنا عشر وقيل النجوم أو عظام الكواكب واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد ومشهود أى وشاهد فى ذلك اليوم ومشهود فيه والمراد بالشاهد من يشهد فيه من الخلائق كلهم وبالمشهود فيه ما فى ذلك اليوم من عجائبه وطريق تنكيرهما اما ما ذكرته فى قوله علمت نفس ما أحضرت كأنه قيل ما أفرطت كثرته من شاهد ومشهود واما الابهام فى الوصف كأنه قيل وشاهد ومشهود لا يكنته وصفهما وقد كثرت أقاويل المفسرين فيهما فقيل محمد صلى الله عليه و سلم ويوم القيامة أو عيسى وأمته لقوله وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم أو أمة محمد وسائر الأمم أو الحجر الأسود والحجيج أو الايام والليالي وبنو آدم للحديث ما من يوم إلا وينادى أنا يوم جديد وعلى ما يفعل فى شهيد فاعتنمنى فلو غابت شمسى لم تدركنى الى يوم القيامة أو الحفظة وبنو آدم أو الله تعالى والخلق لقوله تعالى وكفى بالله شهيدا أو الانبياء ومحمد عليهم السلام وجواب القسم محذوف يدل عليه قتل أصحاب الاخدود أى لعن كانه قيل أقسم بهذه الأشياء انهم ملعونون يعنى كفار قريش كما من أصحاب الاخدود وهو خداى شق عظيم فى الارض روى عن النبى صلى الله عليه و سلم انه كان لبعض الملوك ساحر فلما كبر ضم اليه غلاما ليعلمه السحر وكان فى طريق الغلام راهب فسمع منه فرأى فى طريقة ذات يوم دابة قد حبست الناس فاخذ حجرا فقال اللهم أن كان الراهب أحب اليك من الساحر فاقتلها فقتلها فكان الغلام بعد ذلك يبرئ الاكمه والابرص وعمى جليس الملك فأبرأه فأبصره الملك فسأله من رد عليك بصرك فقال ربى فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه فدل على الراهب فلم يرجع الراهب عن دينه فقد بالمنشار وأبى الغلام فذهب به الى جبل ليطرح من ذروته فدعا فرجف بالقوم فطاحوا ونحا فذهب به الى قرقور فلججوا به ليغرقوه فدعا فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ونجا فقال للملك لست بقاتلى حتى تجمع الناس فى صعيد وتصلبنى على جذع وتأخذمنهما من كنانتى وتقول باسم الله رب الغلام ثم ترمينى به فرماه فوقع فى صدغه فوضع يده عليه ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك نزل بك ما كنت ما تحذر فخذ أخدودا واملأها نارا فمن لم يرجع عن دينه طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبى فتقاعست ان تقع فيها فقال الصبى يا أماه اصبرى فانك على الحق فألقى الصبى وأمه فيها النار بدل اشتمال من الاخدود ذات الوقود وصف لها بأنها نار عظيمة لها ما يرتفع به لهبها من الحطب الكثير وأبدان الناس