فلا يقبلها الأشقى الكافر أو الذى هو أشقى الكفر لتوغله فى عداوة رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل نزلت فى الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة الذى يصلى النار الكبرى يدخل نار جهنم والصغرى نار الدنيا ثم لا يموت فيها فيستريح من العذاب ولا يحيى حياة يتلذذ بها وقيل ثم لأن الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلى فهو متراخ عنه فى مراتب الشدة قد افلح نال الفوز من تزكى نطهر من الشرك أو تطهر الصلاة أو أدى الزكاة كفعل من الزكاة كتصدق من الصدقة وذكر اسم ربه وكبر للافتتاح فصلى الخمس وبه يحتج على وجوب تكبيرة الافتتاح وعلى أنها ليست من الصلاة لأن الصلاة عطفت عليها وهو يقتضى المغايرة وعلى أن الافتتاح جائز بكل اسم من اسمائه عز و جل وعن ابن عباس رضى الله عنهما ذكر معاده وموقفه بين يدى ربه فصلى له وعن الضحاك وذكر اسم ربه فى طريق المصلى فصلى صلاة العيد بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة فلا تفعلون ما به تفلحون والمخاطب به الكافرون دليله قراءة أبى عمرو يؤثرون بالياء والآخرة خير وأبقى أفضل فى نفسها وأدوم إن هذا لفى الصحف الأولى هذا إشارة إلى قوله قد أفلح إلى أبقى أى أن معنى هذا الكلام وأراد فى تلك الصحف أو إلى ما فى السورة كلها وهو دليل على جواز قراءة القرآن بالفارسية فى الصلاة لأنه جعله مذكورا فى تلك الصحف مع أنه لم يكن فيها بهذا النظم وبهذه اللغة صحف إبراهيم وموسى بدل من الصحف الاولى وفى الأثر وفى صحف إبراهيم ينبغى للعاقل أن يكون حافظا للسانه عارفا بزمانه مقبلا على شأنه
سورة الغاشية مكية وهى ست وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم هل أتاك حديث الغاشية
هل بمعنى قد أتاك حديث الغاشية الداهية التى تغثى الناس بشدائدها وتلبسهم أهوالها يعنى القيامة وقيل النار من قوله وتغشى وجوههم النار وجوه أى وجوه الكفار وإنما خص الوجه لأن الحزن والسرور إذا استحكما فى المرء أثرا فى وجهه يومئذ يوم اذ لو غشيت خاشعة ذلة لما اعترى أصحابها من الخزى والهوان عاملة ناصبة تعمل فى النار عملا تتعب فيه وهو جرها السلاسل والاغلال وخوضها فى النار كما تخوض الابل فى الوحل وارتقاؤها دائبة فى صعود من نار