قوله : ١٦٥ - ﴿ وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ﴾ خلائف جمع خليفة : أي جعلكم خلفاء الأمم الماضية والقرون السالفة قال الشماخ :
( أصيبهم وتخطئني المنايا | وأخلف في ربوع عن ربوع ) |
أو المراد أنه يخلف بعضهم بعضا أو أن هذا النوع الإنساني خلفاء الله في أرضه
﴿ ورفع بعضكم فوق بعض درجات ﴾ في الخلق والرزق والقوة والفضل والعلم ودرجات منصوب بنزع الخافض : أي إلى درجات
﴿ ليبلوكم في ما آتاكم ﴾ أي ليختبركم فيما آتاكم من تلك الأمور أو ليبتلي بعضكم ببعض كقوله تعالى :
﴿ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ﴾ ثم خوفهم فقال :
﴿ إن ربك سريع العقاب ﴾ فإنه وإن كان في الآخرة فكل آت قريب كما قال :
﴿ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب ﴾ ثم رغب من يستحق الترغيب من المسلمين فقال :
﴿ وإنه لغفور رحيم ﴾ أي كثير الغفران والرحمة
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :
﴿ ولا تزر وازرة ﴾ قال : لا يؤاخذ أحد بذنب غيره وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله :
﴿ وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ﴾ قال : أهلك القرون الأولى فاستخلفنا فيها بعدهم
﴿ ورفع بعضكم فوق بعض درجات ﴾ قال : في الرزق