سورة الروم
هي ستون آية قال القرطبي كلها مكية بلا خلاف
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة الروم بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وأخرج عبد الرزاق وأحمد قال السيوطي بسند حسن عن رجل من الصحابة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بهم الصبح فقرأ فيها سورة الروم وأخرج البزار عن الإغر المدني مثله وأخرج عبد الرزاق عن معمر بن عبد الملك بن عمير أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ في الفجر يوم الجمعة بسورة الروم وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد وابن قانع من طريق عبد الملك بن عمير مثل حديث الرجل الذي من الصحابة وزاد : يتردد فيها فلما انصرف قال : إنما يلبس علينا في صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور من شهد الصلاة فليحسن الطهور
١ - ﴿ الم ﴾ قد تقدم الكلام على فاتحة السورة في فاتحة سورة البقرة وتقدم الكلام على محلها من الإعراب ومحل أمثالها في غير موضع من موضع من فواتح السور
قرأ الجمهور ٢ - ﴿ غلبت الروم ﴾ بضم الغين المعجمة وكسر اللام مبينا للمفعول وقرأ علي بن أبي طالب وأبو سعيد الخدري ومعاوية بن قرة وابن عمر وأهل الشام بفتح الغين واللام مبنيا للفاعل قال النحاس : قراءة أكثر الناس ﴿ غلبت ﴾ بضم الغين وكسر اللام قال أهل التفسير : غلبت فارس الروم ففرح بذلك كفار مكة وقالوا : الذين ليس لهم كتاب غلبوا الذين لهم كتاب وافتخروا على المسلمين وقالوا : نحن أيضا نغلبكم كما غلبت فارس الروم وكان المسملون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب
ومعنى ٤ - ﴿ في أدنى الأرض ﴾ في أقرب أرضهم من أرض أرضهم من أرض العرب أو في أقرب أرض العرب منهم قيل هي أرض الجزيرة وقيل أذرعات وقيل كسكر وقيل الأردن وقيل فلسطين وهذه المواضع هي أقرب إلى بلاد العرب من غيرها وإنما حملت الأرض على أرض العرب لأنها المعهود في ألسنتهم إذا أطلقوا الأرض أرادوا بها جزيرة العرب وقيل إن الألف واللام عوض عن المضاف إليه والتقدير : في أدنى أرضهم فيعود الضمير إلى الروم ويكون المعنى : في أقرب أرض الروم من العرب قال ابن عطية : إن كانت الوقعة بأذرعات فهي من أدنى الأرض بالقياس إلى مكة وإن كانت الوقعة بالجزيرة فهي أدنى بالقياس إلى أرض كسرى وإن كانت بالأردن فهي أدنى إلى أرض الروم ﴿ وهم من بعد غلبهم سيغلبون ﴾ أي والروم من بعد غلب فارس سيغلبون أهل الفرس والغلب والغلبة لغتان والمصدر مضاف إلى المفعول على قراءة الجمهور وإلى الفاعل على قراءة غيرهم قرأ الجمهور وإلى الفاعل على قراءة غيرهم قرأ الجمهور ﴿ سيغلبون ﴾ مبنيا للفاعل وقرأ علي وأبو سعيد ومعاوية بن قرة وابن عمر وأهل الشام على البناء للمفعول وابن السميفع من بعد غلبهم بسكون اللام


الصفحة التالية
Icon