ثم قال : ١١ - ﴿ الذين هم في غمرة ساهون ﴾ أي في غفلة وعمى جهالة عن أمور الآخرة ومعنى ساهون : لاهون غافلون والسهو : الغفلة عن الشيء وذهابه عن القلب وأصل الغمرة ما ستر الشيء وغطاه ومنها غمرات الموت
١٢ - ﴿ يسألون أيان يوم الدين ﴾ أي يقولون متى يوم الجزاء تكذيبا منهم واستهزاء
ثم أخبر سبحانه عن ذلك اليوم فقال : ١٣ - ﴿ يوم هم على النار يفتنون ﴾ أي يحرقون ويعذبون يقال فتنت الذهب : إذا أحرقته لتختبره وأصل الفتنة الاختبار قال عكرمة : ألم تر أن الذهب إذا أدخل النار قيل فتن وانتصاب يوم بمضمر : أي الجزاء : يوم هم على النار ويجوز أن يكون بدلا من يوم الدين والفتح للبناء لكونه مضافا إلى الجملة وقيل هو منصوب بتقدير أعني وقرأ ابن أبي عبلة برفع يوم على البدل من يوم الدين
وجملة ١٤ - ﴿ ذوقوا فتنتكم ﴾ هي بقتدير القول : أي يقال لهم ذوقوا عذابكم قاله ابن زيد وقال مجاهد : حريقكم ورجح الأول الفراء وجملة ﴿ هذا الذي كنتم به تستعجلون ﴾ من جملة ما هو محكي بالقول : أي هذا ما كنتم تطلبون تعجيله استهزاء منكم وقيل هي بدل من فتنتكم
١٥ - ﴿ إن المتقين في جنات وعيون ﴾ لما ذكر سبحانه حال أهل النار ذكر حال أهل الجنة : أي هم في بستانين فيها عيون جارية لا يبلغ وصفها الواصفون
١٦ - ﴿ آخذين ما آتاهم ربهم ﴾ أي قابلين ما أعطاهم ربهم من الخير والكرامة وجملة ﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ﴾ تعليل لما قبلها : أي لأنهم كانوا في الدنيا محسنين في أعمالهم الصالحة من فعل ما أمروا به وترك ما نهو عنه


الصفحة التالية
Icon