هي ثلاث وعشرون آية وقيل خمس وعشرون آية
وهي مكية بلا خلاف وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الانشقاق بمكة وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي رافع قال :[ صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ ﴿ إذا السماء انشقت ﴾ فسجد فقلت له فقال : سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه و سلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه ] وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة قال :[ سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في ﴿ إذا السماء انشقت ﴾ ﴿ اقرأ باسم ربك ﴾ ] وأخرج ابن خزيمة والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة عن بريدة [ أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في الظهر ﴿ إذا السماء انشقت ﴾ ونحوها ]
قوله : ١ - ﴿ إذا السماء انشقت ﴾ هو كقوله :﴿ إذا الشمس كورت ﴾ في إضمار الفعل وعدمه قال الواحدي : قال المفسرون انشقاقها من علامات القيامة ومعنى انشقاقها : انفطارها بالغمام الأبيض كما في قوله :﴿ ويوم تشقق السماء بالغمام ﴾ وقيل تنشق من المجرة والمجرة باب السماء
واختلف في جواب إذا فقال الفراء : إنه أذنت والواو زائدة وكذلك ألقت قال ابن الأنباري : هذا غلط لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا كقوله :﴿ حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها ﴾ ومع لما كقوله :﴿ فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه ﴾ ولا تقحم مع غير هذين وقيل إن الجواب قوله :﴿ فملاقيه ﴾ أي فأنت ملاقيه وبه قال الأخفش وقال المبرد : إن في الكلام تقديما وتأخيرا : أي يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه إذا السماء انشقت وقال المبرد أيضا : إن الجواب قوله :﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه ﴾ وبه قال الكسائي والتقدير : إذا السماء انشقت فمن أوتي كتابه بيمينه فحكمه كذا وقيل هو ﴿ يا أيها الإنسان ﴾ على إضمار الفاء وقيل إنه ﴿ يا أيها الإنسان ﴾ على إضمار القول : أي يقال له يا أيها الإنسان وقيل الجواب محذوف تقديره بعثتم أو لاقى كل إنسان عمله وقيل هو ما صرح به في سورة التكوير : أي علمت نفس هذا على تقدير أن إذا شرطية وقيل ليست بشرطية وهي منصوبة بفعل محذوف : أي اذكر أو هي مبتدأ وخبرها إذا الثانية والواو مزيدة وتقديره : وقت انشقاق السماء وقت مد الأرض


الصفحة التالية
Icon