١٠ - ﴿ وما أدراك ما هيه ﴾ هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع بيان أنها خارجة عن المعهود بحيث لا تحيط بها علوم البشر ولا يدري كنهها
ثم بينها سبحانه فقال : ١١ - ﴿ نار حامية ﴾ أي قد انتهى حرها وبلغ في الشدة إلى الغاية وارتفاع نار على أنها خبر مبتدأ محذوف : أي هي نار حامية
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال :﴿ القارعة ﴾ من أسماء يوم القيامة وأخرج ابن المنذر عنه في قوله :﴿ فأمه هاوية ﴾ قال : كقوله هوت أمه وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ﴿ فأمه هاوية ﴾ قال : أم رأسه هاوية في جهنم وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ إذا مات المؤمن تلقته أرواح المؤمنين يسألونه ما فعل فلان ما فعلت فلانة ؟ فإذا كان مات ولم يأتهم قالوا خولف به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية ] وأخرج ابن مردويه من حديث أبي أيوب الأنصاري نحوه وأخرج ابن المبارك من حديث أبي أيوب نحوه أيضا
هي ثمان آيات
وهي مكية عند الجميع وروى البخاري أنها مدنية وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت بمكة ﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ وأخرج الحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم ؟ قالوا : ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية في كل يوم ؟ قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم التكاثر ] وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق والديلمي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :[ من قرأ في ليلة ألف آية لقي الله وهو ضاحك في وجهه قيل يا رسول الله ومن يقوى على ألف آية ؟ فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ألهاكم التكاثر إلى آخرها ثم قال : والذي نفسي بيده إنها لتعدل ألف آية ] وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن عبد الله بن الشخير قال [ انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر وفي لفظ : وقد أنزلت عليه ألهاكم التكاثر وهو يقول : ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأنيت ] وأخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ولم يذكر فيه قراءة هذه السورة ولا نزولها بلفظ :[ يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاثة : ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو تصدق فأقنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس ] وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في الشعب وضعفه عن جرير بن عبد الله قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم [ إني قارئ عليكم سورة ألهاكم التكاثر فمن بكى فله الجنة ] فقرأها فمنا من بكى ومنا من لم يبك فقال الذين لم يبكوا : قد جهدنا يا رسول الله أن نبكي فلم نقدر عليه فقال :[ إني قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنة ومن لم يقدر أن يبكي فليتباكى ]
قوله : ١ - ﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ أي شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد والتفاخر بكثرتها والتغالب فيها يقال : أهاه عن كذا وألهاه إذا شغله ومنه قول امرئ القيس :
( فألهيتها عن ذي تمائم محول )
وقال الحسن : معنى ألهاكم : أنساكم