إمعان
في أقسام القرآن
تأليف
العلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله
صاحب تفسير
(نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان)
مكتبة ملتقى أهل التفسير
www.tafsir.org/books
(١)
سبحان الذي أنطق كل شيء بأنه صُنعَ يدِه، وغَذِيُّ رِفدِه. تسبح الشمس لكبريائه ومجده، ويسجد له القمر بجبينه وخَدِّه، يتنهد له البَرُّ بغَورهِ ونَجْده، ويَحفدُ إليه البحرُ بِجَزرهِ ومَدِّه، كما قالَ تعالى في كتابهِ :(تٌسبحُ لهُ السمواتُ السبعُ والأَرضُ ومَن فِيهنَّ وإن من شيءٍ إلا يسبحُ بحمدِه).
ونصلي ونسلم على محمد رسوله المختار وعبده، وعلى آله وصحبه المعتصمين بحبله وعهده، والتابعين لهم على سواء السبيل وقصده.
أما بعد : فهذا كتاب في بيان أقسام القرآن، وموجز من المقدمة التي جعلتها لذكر الأمور الكلية التي أحتاج إلى إيرادها في كتاب (نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان) لتغني عن التكرار الذي لا طائل تحته. وقد جاء القَسَمُ في كتاب الله تعالى كثيراً، واشتبه على الناس معناه وحكمته.
والبحث عنه في كل موضع لا يليق بكتابنا الذي بني على الإيجاز. فأردت أن أتكلم عليه من جهة كلية في جزء مختصر.
ولم أطلع على كتاب من القدماء في هذا الباب غير كتاب التبيان للعلامة ابن القيم، أو ما ذكر في التفسير الكبير للعلامة الرازي ومن أتمه رحمهم الله.
وسنورد منهما في خلال فصول كتابنا هذا ما يقتضيه سياق الكلام والله الهادي إلى سبيل السلام.
(٢)
ذكر الشبهات الثلاث
على أقسام القرآن
لما كان المقصد الأعظم من هذا البحث إزالة الشبهات، أردت أن أذكرها أولاً، ليكون الناظر من قبل على بصيرة بمساق الكلام، فيتضح له شكل نظامه، وغرض سهامه. فاعلم أن الشبهة على أقسام القرآن من وجوه :


الصفحة التالية
Icon