بسم الله الرحمن الرحيم

سورة النجم:
قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾.
اختلف العلماء في المراد بهذا النجم الذي أقسم الله به في هذه الآية الكريمة، فقال بعضهم: المراد به النجم إذا رجمت به الشياطين، وقال بعضهم: إن المراد به الثريا، وهو مروي عن ابن عباس وغيره، ولفظة النجم علم للثريا بالغلبة، فلا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجردا إلا عليها، ومنه قول نابغة ذبيان:
أقول والنجم قد مالت أواخره إلى المغيب تثبت نظرة حار
فقوله: ﴿وَالنَّجْمِ﴾ : يعني الثريا.
وقوله تعالى: ﴿إِذَا هَوَى﴾ : أي أسقط مع الصبح، وهذا اختيار ابن جرير. وقيل النجم: الزهرة، وقيل المراد بالنجم نجوم السماء، وعليه فهو من إطلاق المفرد وإرادة الجمع كقوله: ﴿وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر: ٤٥] يعني الأدبار. وقوله: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً﴾ [الفجر: ٢٢] أي والملائكة. وقوله: ﴿أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [الفرقان: ٧٥] أي الغرف.
وقد قدمنا أمثلة كثيرة لهذا في القرآن، وفي كلام العرب في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ [الحج: ٥]، وإطلاق النجم مرادا به النجوم معروف في اللغة، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد النجم والحصى والتراب
وقول الراعي:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
فباتت تعد النجم في مستحيرة سريع بأيدي الآكلين جمودها