بسم الله الرحمن الرحيم

سورة النبأ
قوله تعالى: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ﴾ [النبأ : ١-٥].
﴿عَمَّ﴾ أصله عن ما أدغمت النون في الميم ثم حذف ألف الميم لدخول حرف الجر عليه للفرق بين ما الاستفهامية وما الموصولة.
والمعنى عن أي شيء ﴿يَتَسَاءَلُونَ﴾، وقد يفصل حرف الجر عن ما فلا يحذف الألف.
وأنشد الزمخشري قول حسان رضي الله عنه:
على ما قام يشتمني لئيم كخنزير تمرغ في رماد
وقال في الكشاف وعن ابن كثير أنه قرأ ﴿عمه﴾، بهاء السكت ثم وجهها بقوله إما أن يجرى الوصل مجرى الوقف وإما أن يقف ويبتدى ء ﴿يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾، على أن يضمر ﴿يَتَسَاءَلُونَ﴾، لأن ما بعده يفسره.
وقال القرطبي قوله ﴿عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾ ليس متعلقا ب ﴿يَتَسَاءَلُونَ﴾ المذكور في التلاوة ولكن يقدر فعل آخر ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾، وإلا لأعيد الاستفهام أعن النبإ العظيم؟
وعلى كل فإن ما تساءلوا عنه أبهم أولا ثم بين بعده بأنهم ﴿يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ﴾، ولكن بقي بيان هذا النبإ العظيم ما هو؟
فقيل: هو الرسول ﷺ في بعثته لهم.
وقيل: في القرآن الذي أنزل عليه يدعوهم به.
وقيل في البعث بعد الموت.


الصفحة التالية
Icon