سورة الناس
قوله تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ﴾.
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الإحالة على هذه السورة عند كلامه على قوله تعالى: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾ [هود: ٢] في سورة هود فقال على تلك الآية فيها الدلالة الواضحة على أن الحكمة العظمى التي أنزل القرآن من أجلها هي أن يعبد الله تعالى وحده ولا يشرك به في عبادته شيء.
وساق الآيات المماثلة لها ثم قال وقد أشرنا إلى هذا البحث في سورة الفاتحة وسنتقصى الكلام عليه إن شاء الله تعالى في سورة الناس لتكون خاتمة هذا الكتاب المبارك حسنى ا ه.
وإن في هذه الإحالة منه رحمة الله تعالى علينا وعليه لتنبيها على المعاني التي اشتملتها هذه السورة الكريمة وتوجيها لمراعاة تلك الخاتمة.
كما أن في تلك الإحالة تحميل مسؤولية الاستقصاء حيث لم يكتف بما قدمه في سورة الفاتحة ولا فيما قدمه في سورة هود وجعل الاستقصاء في هذة السورة ومعنى الاستقصاء الاستيعاب إلى أقصى حد.
وما أظن أحدا يستطيع استقصاء ما يريده غيره ولا سيما ما كان يريده الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه وما يستطيعه هو.
ولكن على ما قدمنا في البداية أنه جهد المقل ووسع الطاقة فنستعين الله ونستهديه مسترشدين بما قدمه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورتي "الفاتحة" و"هود" ثم نورد وجهة نظر في السورتين معا "الفلق" و"الناس" ثم منهما وفي نسق المصحف الشريف آمل من الله تعالى وراج توفيقه ومعونته.


الصفحة التالية
Icon