﴿فَسَبِّحْ﴾ أي فصل بذكر ربك وبأمره. وقيل: فاذكر اسم ربك العظيم وسبحه. وعن عقبة بن عامر قال: لما نزلت ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" ولما نزلت ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في سجودكم" خرجه أبو داود. والله أعلم.
سورة الحديد
مقدمة السورة
عن العرباض بن سارية أن النبي ﷺ كان يقرأ بالمسبحات قبل أن يرقد ويقول: "إن فيهن آية أفضل من ألف آية" يعني بالمسبحات ﴿الحديد﴾ و﴿الحشر﴾ و﴿الصف﴾ و﴿الجمعة﴾ و﴿التغابن﴾.

بسم الله الرحمن الرحيم

الآية: [١] ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
الآية: [٢] ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
الآية: [٣] ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
قوله تعالى: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي مجد الله ونزهه عن السوء. وقال ابن عباس: صلى لله ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ ممن خلق من الملائكة ﴿وَالأَرْضِ﴾ من شيء فيه روح أولا روح فيه. وقيل: هو تسبيح الدلالة. وأنكر الزجاج هذا وقال: لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة، فلم قال: ﴿وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ وإنما هو تسبيح مقال. واستدل بقوله تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ﴾ فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟!


الصفحة التالية
Icon