" سورة الفاتحة "
ولما أثبت بقوله :﴿الحمد لله﴾ أنه المستحق لجميع المحامد لا لشىء غير ذاته الحائز لجميع الكمالات أشار إلى أنه يستحقه أيضاً من حيث كونه رباًمالكاًمنعماً فقال :﴿رب﴾ وأشار بقوله :﴿العالمين﴾ إلى ابتداء الخلق تنبيهاً على الاستدلالات نالموضوع على الصانع وبالبداءة إلى الإعادة كما ابندأ التوراة بذلك لذلك قال الحرالي : و﴿الحمد﴾ المدح الكامل الذي يحيط بجميع الأفعال والأوصاف، على أن جميعها إنما هو من الله سبحانه ةتعالى وأنه كله مدح لا يتطرق إلى ذم، فإذا اضمحل ازدواج المدح بالذم وعلم سريان المدح في الكل استحق عند ذلك ظهور اسم الحمد مكملاً معرفاً بكلمة " أل " وهي كلمة دالة فيما اتصلت به على انتهائه وكماله.
انتهى.
ولما كانت مرتبة الربوبية لا تستجمع الصلاح إل بالرحمة اتبع ذلك بصفتي ﴿الرحمن الرحيم﴾ ترغبياًفي لزوم حمده، وهي تتضمن تثنية تفصيل ما شمله الحمد أصلاً ؛ وسيأتي سر لتكرير هاتين الصفتين في ألنعام عند ﴿فكلوا مما ذكر اسم الله عليه﴾ [الأنعام : ١١٨]عن الإمام حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى أنه لا مكرر في القرآن.