سورة مريم
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥١٣
ولما كانت هذه السورة تالية للسورة الواصفة للكتاب - الذي به نعكة الإبقاء الأول - بالاستقامة البالغة، افتتحها بالأحرف المقطعة، كما افتتح السورة التي تلي أم الكتاب، الداعيةَ إلى الصراط المستقيم، الواصفةَ الكتابَ بالهدى الضامن للاستقامة، والتي تلي واصفته، والتي تلي الأنعام المشيرة إلى نعمة الإيجاد الأول، فقال :﴿كهيعص *﴾ وهي خمسة أحرف على عددها مع تلك السور، وهي جامعة النعم، وواصفة الكتاب، وذات النعمة الأولى، وذات النعمة الثانية، كما افتتحت الأعراف التالية لذات النعمة الأولى باربعة على عددها مع قبلها من الأمم الجامعة والواصفة وذات النعمة الأولى، وكما افتتحت آل عمران التالية للواصفة بثلاثة على عددها مع الأم والواصفة ﴿ذكر﴾ أي هذا الذي أتلوه عليكم ذكر ﴿رحمت ربك﴾ أي المحسن إليك بالتأييد بكشف الغوامض
٥١٩
وإظهار الخبء ﴿عبده﴾ منصوب برحمة، لأنها مصدر بني على التاء، لا أنها دالة على الوحدة ﴿زكريا *﴾ أي ابن ماثان، جزاء له على توحيده وعمله الصالح الذي حمله عليه الرجاء للقاء ربه، والرحمة منه سبحانه المعونة والإجابة والإيصال إلى المراد ونحو ذلك من ثمرات الرحمة المتصف بها العباد ﴿إذ نادى﴾ ظرف الرحمة ﴿ربه﴾.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٥١٩