قال تعالى: ﴿أو أن يظهر في الأرض الفساد﴾ [غافر/٢٦]، ﴿ما ظهر منها وما بطن﴾ [الأعراف/٣٣]، ﴿إلا مراء ظاهرا﴾ [الكهف/٢٢]، ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا﴾ [الروم/٧]، أي: يعلمون الأمور الدنيوية دون الأخروية، والعلم الظاهر والباطن تارة يشار بهما إلى المعارف الجلية والمعارف الخفية، وتارة إلى العلوم الدنيوية، والعلوم الأخروية، وقوله: ﴿باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب﴾ [الحديد/١٣]، وقوله: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر﴾ [الروم/٤١]، أي: كثر وشاع، وقوله: ﴿نعمه ظاهرة وباطنة﴾ [لقمان/٢٠]، يعني بالظاهرة: ما نقف عليها، وبالباطنة: ما لا نعرفها، وإليه أشار بقوله: ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ [النحل/١٨]، وقوله: ﴿قرى ظاهرة﴾ [سبأ/١٨]، فقد حمل ذلك على ظاهره، وقيل: هو مثل لأحوال تختص بما بعد هذا الكتاب إن شاء الله، وقوله: ﴿فلا يظهر على غيبه أحدا﴾ [الجن/٢٦]، أي: لا يطلع عليه، وقوله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾ [التوبة/٣٣]، يصح أن يكون من البروز، وأن يكون من المعاونة والغلبة، أي: ليغلبه على الدين كله. وعلى هذا قوله: ﴿إن يظهروا عليكم يرجموكم﴾ [الكهف/٢٠]، وقوله تعالى: ﴿يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض﴾ [غافر/٢٩]، ﴿فما اسطاعوا أن يظهروه﴾ [الكهف/٩٧]، وصلاة الظهر معروفة، والظهيرة: وقت الظهر، وأظهر فلان: حصل في ذلك الوقت، على بناء أصبح وأمسى (راجع صفحة ٨٢ حاشية ١). قال تعالى: ﴿وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون﴾ [الروم/١٨].
كتاب العين
عبد
- العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: ﴿ألا تعبدوا إلا إياه﴾ [الإسراء/٢٣].
والعبادة ضربان:
عبادة بالتسخير، وهو كما ذكرناه في السجود.