سورة يوسف عليه السلام
مكية كلها
مائة وإحدى عشرة آية وعدد كلماتها ألف وتسعمائة وست وتسعون كلمة وعدد حروفها سبعة آلاف ومائة وستة وسبعون حرفاً.
﴿بسم الله﴾ الذي وسع كل شيء قدرة وعلماً ﴿الرحمن﴾ لجميع خلقه المبين لهم طريق الهدى ﴿الرحيم﴾ الذي خص حزبه بالإبعاد عن مواطن الردى وقوله تعالى :
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٩٨
﴿الر﴾ تقدّم الكلام على أوائل السور أوّل سورة البقرة، وقرأ ورش بالإمالة بين بين، وأبو عمرو وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي بالإمالة محضة، والباقون بالفتح، واختلف في سبب نزول هذه السورة فعن سعيد بن جبير أنه قال : لما أنزل القرآن على رسول الله ﷺ فكان يتلوه على قومه فقالوا : يا رسول الله لوقصصت علينا، فنزلت هذه السورة، فتلاها عليهم فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فنزل ﴿الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني﴾ فقالوا : لو ذكرتنا فنزل :﴿ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله﴾ (الحديد ١٦)، وعن ابن عباس أنه قال : سألت اليهود النبيّ ﷺ فقالوا : حدّثنا عن أمر يعقوب وولده وشأن يوسف، فنزلت هذه السورة، وقوله تعالى :﴿تلك﴾ إشارة إلى آيات هذه السورة، أي : تلك الآيات التي أنزلت إليك في هذه السورة
٩٩
المسماة بالر هي ﴿آيات الكتاب﴾، أي : القرآن ﴿المبين﴾، أي : المبين فيه الهدى والرشد والحلال والحرام المظهر للحق من الباطل الذي ثبت فيه قصص الأوّلين والآخرين، وشرحت فيه أحوال المتقدّمين.
﴿إنا أنزلناه﴾، أي : الكتاب ﴿قرآناً عربياً﴾، أي : بلغة العرب لكي يعلموا معانيه ويفهموا ما فيه. روي أنّ علماء اليهود قالوا لكبراء المشركين اسألوا محمداً لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ؟
وعن كيفية قصة يوسف، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وذكر فيها أنه تعالى عبّر عن هذه القصة بألفاظ عربية ليتمكنوا من فهمها، والتقدير أنا أنزلنا هذا الكتاب الذي فيه قصة يوسف حال كونه قرآناً عربياً، وسمي بعض القرآن قرآناً ؛ لأن القرآن اسم جنس يقع على الكل والبعض ﴿لعلكم﴾ يا أهل مكة ﴿تعقلون﴾، أي : إرادة أن تفهموا أو تحيطوا بمعانيه، ولا يلتبس عليكم ﴿ولو جعلناه قرآنا أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته﴾ (يوسف، ٤٤). واختلف العلماء هل في القرآن شيء بغير العربية ؟
فقال أبو عبيدة : من زعم أنّ في القرآن لساناً غير العربية فقد أعظم على الله القول واحتج بهذه الآية ﴿إنا أنزلناه قرآناً عربياً﴾ وروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة أنّ فيه من غير لسان العرب من سجيل ومشكاة وأليم وإستبرق، وجمع بعض المفسرين بين القولين بأنّ هذه الألفاظ لما تكلمت بها العرب ودارت على ألسنتهم صارت عربية فصيحة وإن كانت غير عربية في الأصل لكنهم لما تكلموا بها نسبت إليهم وصارت لهم لغة وهو جمع حسن.
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٩٩


الصفحة التالية
Icon