سورة المؤمنين
مكية
وهي مائة وثمان أو تسع عشرة آية، وألف وثمانمائة وأربعون كلمة، وأربعة آلاف وثمانمائة حرف
﴿بسم الله﴾ الذي له الأمر كله ﴿الرحمن﴾ الذي عم إنعامه ﴿الرحيم﴾ الذي خص من أراد بالإيمان عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال :"كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه دويّ كدويّ النحل، فأنزل عليه يوماً فمكث ساعة حتى سرّي عنه، فاسقبل القبلة ورفع يديه فقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم أرضنا وارض عنا، ثم قال : لقد أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة"، ثم قرأ :
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٦٢٩
﴿قد أفلح المؤمنون﴾ حتى ختم العشرة آيات، قال ابن عباس : قد سعد المصدّقون بالتوحيد وبقوا في الجنة، وقيل : الفلاح البقاء والنجاة، روى هذا الحديث الترمذي وغيره وأنكره النسائي وغيره.
٦٣٠
تنبيه : قال الزمخشري قد نقيضة لما هي تثبت المتوقع ولما تنفيه، ولا شك أنّ المؤمنين كانوا متوقعين لمثل هذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم، فخوطبوا بما دل على ثبات ما توقعوه. فإن قيل : ما المؤمن ؟
أجيب : بأنه في اللغة هو المصدق وأما في الشريعة فقد اختلف فيه على قولين : أحدهما : أنّ كل من نطق بالشهادتين مواطئاً قلبه لسانه، فهو مؤمن والآخر أنه صفة مدح لا يستحقها إلا البر التقي دون الفاسق، ثم إنه تعالى حكم بحصول الفلاح لمن كان مستجمعاً لصفات سبعة :
الصفة الأولى : كونهم مؤمنين.
الصفة الثانية : المذكورة في قوله تعالى :