سورة الممتحنة
مدنية وهي ثلاث عشرة آية وثلاثمائة وثمانوأربعون كلمة وألف وخمسمائة وعشرة أحرف
﴿بسم الله﴾ الذي من تولاه أغناه عمن سواه ﴿الرحمن﴾ الذي شمل برحمة البيان من حاطه بالعقل ورعاه ﴿الرحيم﴾ الذي خص بالتوفيق من أحبه وارتضاه ونزل في حاطب بن أبي بلتعة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٧٥
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّى﴾ أي : وأنتم تدّعون موالاتي ﴿وعدوّكم﴾ أي : العريق في عدواتكم ما دمتم على مخالفته في الدين ﴿أولياء﴾ وذلك ما روي "أنّ مولاة لأبي عمرو بن صيفي يقال لها : سارة أتت النبيّ ﷺ بالمدينة وهو يتجهز للفتح، فقال لها : أمسلمة جئت، قالت : لا، قال : أفمهاجرة جئت، قالت : لا، قال : فما جاء بك، قالت : كنتم الأهل والموالي والعشيرة، وقد ذهبت الموالي تعني قتلوا يوم بدر فاحتجت حاجة شديدة، فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني، فقال ﷺ فأين أنت عن شباب أهل مكة وكانت مغنية نائحة قالت : ما طلب مني شيء بعد وقعة بدر، فحث رسول الله ﷺ بني عبد المطلب على إعطائها، فكسوها وحملوها وزوّدوها فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وأعطاها عشرة دنانير وكساها برداً، واستحملها كتاباً لأهل مكة نسخته : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، إعلموا أن رسول الله ﷺ يريدكم فخذوا حذركم، وقد توجه إليكم بجيش كالليل وأقسم بالله لو لم يسر إليكم إلا وحده لأظفره الله تعالى بكم، وأنجز له موعده فيكم فالله وليه وناصره فخرجت سارة، ونزل جبريل عليه السلام بالخبر فبعث رسول الله ﷺ علياً، وعماراً، وعمر، وطلحة، والزبير، والمقداد، وأبا مرثد، وكانوا فرساناً، وقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى أهل مكة فخذوه منها وخلوها، فإن أبت فاضربوا عنقها. فادركوها فجحدت وحلفت ما معها كتاب ففتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتاباً فهموا بالرجوع، فقال عليّ : والله ما كذبنا، ولا كذب رسول الله ﷺ وسلّ سيفه، وقال : أخرجي الكتاب، وإلا والله لأجردنك ولأضربنّ عنقك، فلما رأت الجدّ أخرجته من عقاص شعرها فخلوا
٢٧٦
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٧٦


الصفحة التالية
Icon