سورة يونس
مكية وآياتها تسع ومائة
بين يدي السورة
سورة يونس من السور المكية التي تعنى بأصول العقيدة الاسلامية (الايمان بالله تعالى، والايمان بالكتب، والرسل، والبعث والجزاء) وهي تتميز بطابع التوجيه الى الايمان بالرسالات السماوية، وبوجه أخص الى " القرآن العظيم " خاتمة الكتب المنزلة، والمعجزة الخالدة على مدى العصور والدهور لسيد الانبياء (ص)
تحدثت السورة الكريمة في البدء عن الرسالة والرسول، وبينت ان هذه سنة الله في الاولين والاخرين، فما من امة الا بعث الله اليها رسولا، فلا داعي للمشركين للعجب من بعثة خاتم المرسلين [ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس.. ] ؟ ثم تلتها الآيات عن بيان حقيقة " الألوهية " و " العبودية " واساس الصلة بين الخالق والمخلوق، وعرفت الناس بربهم الحق الذي ينبغي ان يعبدوه، وان يسلموا وجوههم اليه، فهو وحده الخالق الرازق، المحي المميت، المدبر الحكيم، وكل ما سواه فباطل وهباء [ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام.. ] الآيات. وتناولت السورة الكريمة موقف المشركين من الرسالة والقرآن، وذكرت ان هذا القرآن هو (المعجزة الخالدة) الدالة على صدق النبي الأمي، وأنه يحمل برهانه في تفرده المعجز، حيث تحداهم ان يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، مع أنهم اساطين الفصاحة، وامراء البيان [ أم يقولون افتراه، قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ]. وانتقلت السورة لتعريف الناس بصفات الإله الحق، بذكر آثار قدرته ورحمته، الدالة على التدبير الحكيم، وما في هذا الكون المنظور من آثار القدرة الباهرة، التي هي اوضح البراهين على عظمة الله وجلاله وسلطانه [ قل من يرزقكم من السموات والأرض ؟ أمن يملك السمع والأبصار.. ] الآيات وهذه هي القضية الكبرى التي يدور محور السورة عليها، وهي موضوع الايمان " بوحدانية الله " جل وعلا، وقد عرضت السورة لها بشتى الادلة السمعية والعقلية. " وتحدثت السورة عن قصص بعض الانبياء، فذكرت قصة نوح مع قومه، وقصة موسى مع فرعون الجبار، وذكرت قصة نبي الله " يونس، " الذي سميت السورة باسمه - وكل هذه القصص لبيان سنة الله الكونية في اهلاك الظالمين، ونصرة المؤمنين. وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول، بالاستمساك بشريعة الله، والصبر على ما يلقى من الأذى في سبيل الله [ واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ].
التسمية :
سميت السورة " سورة بونس " لذكر قصته فيها، وما تضمنته من العظة والعبرة برفع العذاب عن قومه حين آمنوا، بعد ان كاد يحل بهم البلاء والعذاب، وهذا من الخصائص التي خص الله بها (قوم يونس) لصدق توبتهم وايمانهم [ فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ] ! !
اللغة :
[ قدم صدق ] قال الليث : القدم السابقة، قال ذو الرمة : وأنت امرؤ من اهل بيت ذؤابة لهم قدم معروفة ومفاخر وقال ابو عبيدة : كل سابق في خير او شر فهو قدم، وقال الاخفش : سابقة إخلاص
[ يدبر ] التدبير : القضاء والتقدير على حسب الحكمة
[ القسط ] العدل
[ حميم ] الحميم : الماء الحار الذي سخن بالنار حتى انتهى حره
[ يفصل ] التفصيل : التبيين والتوضيح
[ مأواهم ] مثواهم ومقامهم
[ طغيانهم ] الطغيان : العلو والارتفاع
[ يعمهون ] يتحيرون
[ خلائف ] جمع خليفة وهو الذي يخلف غيره في شئونه.
سبب النزول :


الصفحة التالية
Icon