سورة إبراهيم
مكية وآياتها اثنتان وخمسون أية
بين يدي السورة
* تناولت السورة الكريمة موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة ( الإيمان بالله، الإيمان بالرسالة، والإيمان بالبعث والجزاء) ويكاد يكون محور السورة الرئيسي الرسالة والرسول " فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء من التفصيل، وبينت وظيفة الرسول، ووضحت معنى وحدة الرسالات السماوية، فالأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، جاءوا لتشييد صرح الإيمان، وتعريف الناس بالإله الحق الذي تعنو له الوجوه، وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور، فدعوتُهم واحدة، وهدفهم واحد، وإن كان بينهم اختلافْ في الفروع.
* وقد تحدثت السورة عن رسالة موسى عليه السلام، ودعوته لقومه إلى أن يعبدوا الله ويشكروه، وضربت الأمثال بالمكذبين للرسل، من الأمم السابقة كقوم نوح، وعاد، وثمود، ثم تناولت الآيات موضوع الرسل مع أقوامهم على مر العصور والدهور، وحكت ما جرى بينهم من محاورات ومناورات، انتهت بأهلاك الله للظالمين
[ وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا، فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم، ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد ].
* وتحدثت السورة عن مشهد من مشاهد الآخرة، حيث يلتقي الأشقياء المجرمون، بأتباعهم الضعفاء، وذكرت ما يدور بينهم من حوار طويل، ينتهي بتكدس الجميع في (نار جهنم )، يصطلون سعيرها، فلم ينفع الأتباع تلك اللعنات والشتائم، التي وجهوها إلى الرؤساء، فالكل في السعير، ثم ضربت الآيات، مثلا لكلمة الإيمان، وكلمة الضلال، بالشجرة الطيبة، والشجرة الخبيثة، وختمت السورة ببيان مصير الظالمين، يوم الجزاء والدين.
التسمية :
سميت السورة الكريمة (سورة إبراهيم ) تخليدا لمآثر أب الأنبياء، وإمام الحنفاء " إبراهيم " عليه السلام، الذي حطم الأصنام، وحمل راية التوحيد، وجاء بالحنيفية السمحة ودين الإسلام، الذي بعث الله به خاتم المرسلين، وقد قص علينا القرآن الكريم دعواته المباركات بعد انتهائه من بناء البيت العتيق، وكلها دعوات إلى الإيمان والتوحيد
اللغه :
[ ويل ] هلاك ودمار
[ يستحبون ] يختا رون ويفضلون
[ يسومونكم ] يذيقونكم يقال : سامه الذل أي أذاقه الذل
[ تأذن ] أعلم إعلاما لا شبهة فيه
[ نبأ ] النبأ : الخبر وجمعه أنباء
[ سلطان ] حجة وبرهان
[ فاطر ] مبدع ومخترع
[ استفتحوا ] استنصروا على أعدائهم
[ جبار ] الجبار : المتكبر الذي لا يرى لأحد عليه حقاً
[ عنيد ] العنيد : المعاند للحق والمجانب له، الذي يذهب عن طريق الحق، تقول العرب : شر الإبل العَنُود
[ صديد ] الصديد : القيح الذي يسيل من أجساد أهل النار
[ يتجرعه ] أي يتحساه ويتكلف بلعه بمرارة
[ يسيغه ] يبتلعه.
التفسير :
[ الر ] هذا الكتاب المعجز مؤلف من جنس هذه الحروف المقطعة فأتوا بمثله إن استطعتم
[ كتاب أنزلناه إليك ] أي هذا القرآن كتاب أنزلناه عليك يا محمد، لم تنشئه أنتَ وإنما أوحيناه نحن إليك
[ لتخرج الناس من الظلمات الى النور ] أي لتخرج البشرية من ظلمات الجهل والضلال إلى نور العلم والإيمان
[ بإذن ربهم ] أي بأمره وتوفيقه
[ الى صراط العزيز الحميد ] أي لتهديهم إلى طريق الله (العزيز) الذي لا يُغالب، المحمود بكل لسان، الممجد في كل مكان
[ الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ] أي المالك لما في السموات والأرض، الغني عن الناس، المسيطر على الكون وما فيه
[ وويل للكافرين من عذاب شديد ] قال الزجاج :[ ويل ] كلمة تُقال للعذاب والهلكة، أي هلاك ودمار للكافرين، يا ويلهم من عذاب الله الأليم.. ثم وضح تعالى صفات أولنك الكفار بقوله :


الصفحة التالية
Icon