سورة النمل
مكية وآياتها ثلاث وتسعون آية
بين يدي السورة
سورة النمل من السور المكية التى تهتم بالحديث عن أصول العقيدة " التوحيد، والرسالة، والبعث " وهي إحدى سور ثلاث نزلت متتالية، ووضعت في المصحف متتالية، وهي :(الشعراء، والنمل، والقصص ) ويكاد يكون منهاجها واحدا، في سلوك مسلك العظة والعبرة، عن طريق قصص الغابرين.
تناولت السورة الكريمة القرآن العظيم، معجزة محمد الكبرى، وحجته البالغة إلى يوم الدين، فوضحت أنه تنزيل من حكيم عليم، ثم تحدثت عن قصص الأنبياء بإيجاز في البعض وإسهاب في البعض، فذكرت بالإجمال قصة " موسى " وقصة " صالح " وقصة " لوط " وما نال أقوامهتم من العذاب والنكال، بسبب إعراضهم عن دعوة الله، وتكذيبهم لرسله الكرام، بدءا من قصة موسى عليه السلام [ إذ قال موسى لأهله إني ءانست نارا سأتيكم منها بخبر أو ءاتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون.. ] الآيات. ، وتحدثت بالتفصيل عن قصة " داود " وولده " سليمان " وما أنعم الله عليهما من النعم الجليلة، وما خصهما به من الفضل الكبير، بالجمع بين النبوة والملك الواسع، ثم ذكرت قصة (سليمان ) مع (بلقيس ) ملكة سبأ [ ولقد ألينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ] الآيات.
وفي هذه القصة مغزى دقيق لأصحاب الجاه والسلطان، والعظماء والملوك، فقد إتخذ سليمان الملك وسيلة للدعوة إلى الله، فلم يترك حاكما جائرا، ولا ملكا كافرا إلا دعاه إلى الله، وهكذا كان شأنه مع " بلقيس " حتى تركت عبادة الأوثان، وأتت مع جندها خاضعة مسلمة، مستجيبة لدعوة الرحمن [ قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ].
وتناولت السورة الكريمة الدلائل والبراهين على وجود الله ووحدانيته، من آثار مخلوقاته وبدائع صنعه، وساقت بعض الأهوال والمشاهد الرهيبة، التي يراها الناس يوم الحشر الأكبر، حيث يفزعون ويرهبون، وينقسمون إلى قسمين :(السعداء الأبرار) و(الكفار الفجار) الذين يكبون على وجوههم في النار، ووضحت أن القيامة هو يوم العدالة الإلهية، الذي يجزى فيه كل إنسان، على ما عمل في هذه الحياة الدنيا، من خير أو شر، جزاء عادلا يناسب عمله [ ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين.. ] إلى نهاية السورة الكريمة. التسميه : سميت (سورة النمل ) لأن الله تعالى ذكر فيها قصة النملة، التي وعظت بني جنسها وذكرت ثم اعتذرت عن سليمان وجنوده، ففهم نبي الله كلامها، وتبسم من قولها، وشكر الله على ما منحه من الفضل والإنعام، وفي ذلك أعظم الدلالة على علم الحيوان، وأن ذلك من إلهام الواحد الديان.
اللغة :
[ يعمهون ] يترددون ويتحيرون، والعمه : التحير والتردد كما هو حال الضال عن الطريق، قال الراجز :" أعمى الهدى بالحائرين العمه "
[ قبس ] القبس : النار المقبوسة من جمر وغيره
[ تصطلون ] اصطلى يصطلي إذا استدفأ من البرد، قال الشاعر : النار فاكهة الشتاء فمن يرد أكل الفواكه شاتيا فليصطل
[ بورك ] من البركة وهي زيادة الخير والنماء، قال الثعلبى : العرب تقول : باركك الله، وبارك فيك، وبارك عليك، وبارك لك، أربع لغات، قال الشاعر : فبوركت مولودا وبوركت ناشئا وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
[ يوزعون ] أصل الوزع الكف والمنع، يقال : وزعه يزعه إذا كفه عن الشىء ومنعه، ومنه قول عثمان :(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )، قال النابغة : على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما أصح والشيب وازع وتفسيرسورة النمل
التفسير :
[ طس ] الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن وقد تقدم الكلام عليها


الصفحة التالية
Icon