سورة الأحزاب
مدنية وآياتها ثلاث وسبعون آية
بين يدي السورة
* سورة الأحزاب من السور المدنية، التي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية، شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة، وبالأخص (أمر الأسرة) فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء، وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة، مثل (التبني، والظهار، واعتقاد وجود قلبين لإنسان ) وطفرته من رواسب المجتمع الجاهلى، ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة، التي كانت متفشية في ذلك الزمان.
* ويمكن أن نلخص المواضيع الكبرى لهذه السورة الكريمة في نقاط ثلاث : أولا : التوجيهات والآداب الإسلامية، التي شرعها الخالق جل وعلا لعباده المؤمنين، لسعادتهم وراحتهم. ثانيا : الأحكام الإلهية التي تنظم حياة الأسرة والمجتمع تنظيما دقيقا. ثالثا : الحديث عن غزوتي (الأحزاب، وبني قريظة) بالتفصيل وما فيهما من العبر.
* أما الأولى : فقد جاء الحديث عن بعض الآداب الاجتماعية كآداب الوليمة، وآداب الستر والحجاب، وعدم التبرج، وآداب معاملة الرسول (ص) واحترامه إلى أخر ما هنالك من آداب اجتماعية.
* وأما الثانية : فقد جاء الحديث عنها فى بعض الأحكام التشريعية مثل (حكم الظهار، والتبني، والإرث، وزواج مطلقة الابن من التبني، وتعدد زوجات الرسول الطاهرات والحكمة منه، وحكم الصلاة على الرسول (ص) وحكم الحجاب الشرعي، والأحكام المتعلقة بأمور الدعوة إلى الوليمة) إلى غير ما هنالك من أحكام تشريعية.
* وأما الثالثة : فقد تحدلت السورة بالتفصيل عن (غزوة الخندق) التي تسمى " غزوة الأحزاب " وصورتها تصويرا دقيقا، بتضافر قوى البغي والشر على المؤمنين، وكشفت عن خفايا المنافقين، وحذرت من طرقهم في الكيد والتخذيل والتمبيط، وأطالت الحديث عنهم في بدء السورة وفي ختمها، حتى لم تبق لهم سترا، ولم تخف لهم مكرا، وذكرت المؤمنين بنعمة الله العظمى عليهم، في رد كيد أعدائهم، بإرسال الملائكة والريح، كما تحدثت عن غزوة (بني قريظة) ونقض اليهود عهدهم مع الرسول (ص) وختمت بذكر الأمانة العظمى التي حملها الإنسان.
التسمية :
سميت سورة الأحزاب لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة، فاجتمع كفار مكة مع " غطفان، وبني قريظة، وأوباشى العرب على حرب المسلمين، ولكن الله ردهم مدحورين وكفى المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة. تفسيرسورة الأحزاب
قال الله تعالى :[ يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين. ] إلى قوله [ ما قاتلوا إلا قليلا ]. من آية (١ ) إلى نهاية آية ( ٢٠).
اللغة :
[ أدعياءكم ] جمع دعى وهو الولد المتبنى من أبناء الغير، قال في اللسان : والدعي : المنسوب إلى غير أبيه، قال الشاعر : دعى القوم ينصرمدعيه ليلحقه بذي النسب الصميم أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميم
[ أقسط ] أعدل يقال : أقسط الرجل إذا عدل، وقسط إذا ظلم، والقسط : العدل
[ مسطورا ] أي مسطرا مكتوبا لا يمحى
[ ميثاقهم ] الميثاق : العهد المؤكد بيمين أو نحوه
[ الحناجر ] جمع حنجرة وهي نهاية الحلقوم مدخل الطعام والشراب
[ يثرب ] اسم المدينة المنورة وسماها رسول الله (ص) " طيبة "
[ عورة ] خالية من الرجال غير محصنة يقال : دار معورة إذا كان يسهل دخولها، قال الجوهري : العورة كل خلل يتخوف منه في ثغر أو حرب
[ أقطارها ] جمع قطر وهو الناحية والجانب
[ يعصمكم ] يمنعكم
[ المعوقين ] المثبطين مشتق من عاقه إذا صرفه.
سبب النزول :