سورة سبأ
مكية وآياتها أربع وخمسون آية
بين يدي السورة
* سورة سبأ من السور المكية، التي تهتم بموضوع العقيدة الإسلامية، وتتناول أصول الدين، من إثبات الوحدانية، والىبوة، والبعث والىشور.
* أبتدأت السورة الكريمة بتمجيد الله جل وعلا، للذي أبدع الخلق، وأحكم شئون العالم، ودبر الكون بحكمته، فهو الخالق المبدع الحكيم، الذي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وهذا من أعظم البراهين على وحدانية رب العالمين [ الحمد لله الذي له ما في السموات والأرض... ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن قضية هامة، هي إنكار المشركين للآخرة، وتكذيبهم بالبعث بعد الموت، فأمرت الرسول (ص) أن يقسم بربه العظيم، على وقوع المعاد، بعد فناء الأجساد [ وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربى لتأتينكم.. ] الآية.
* وتناولت السورة قصص بعض الرسل، فذكرت " داود " وولده " سليمان " عليهما السلام، وما سخر الله لهما من أنواع الىعم، كتسخير الريح لسليمان، وتسخير الطير، والجبال تسبح مع " داود " إظهارا لفضل الله عليهما في ذلك العطاء الواسع [ ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والظير.. ] الآيات.
* وتناولت السورة بعض شبهات المشركين، حول رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، ففندتها بالحجة الدامغة، والبرهان الساطع، كما أقامت الأدلة والبراهين على وجود الله ووحدانيته [ وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها.. ] الآيات.
* وختمت السورة بدعوة المشركين إلى الإيمان بالواحد القهار، الذي بيده تدبير أمور الخلق أجمعين [ قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى.. ] الآيات. التسميه : سميت سورة " سبأ " لأن الله تعالى ذكر فيها قصة سبأ، وهم ملوك اليمن، وقد كان أهلها في نعمة ورخاء، وسرور وهناء، وكانت مساكنهم حدائق وجنات، فلما كفروا الىعمة، دمرهم الله بالسيل العرم، وجعلهم عبرة لمن يعتبر.
اللغة :
[ يلج ] يدخل والولوج الدخول ومنه " حتى يلج الجمل في سم الخياط "
[ يعرج ] يصعد ومنه المعراج لأنه صعود إلى السموات
[ يعزب ] يغيب يقال : عزب عن عينه أي غاب عنها
[ مثقال ] وزن ومقدار
[ جنة ] بكسر الىون بمعنى الجنون وبضمها بمعنى الوقاية والحجاب
[ كسفا ] قطعا
[ أوبي ] سبحي والتأويب : التسبيح
[ سابغات ] واسعات كاملات يقال : سبغ الدرع والثوب إذا غطى كل البدن وفضل منه شيء قال ابو حيان : السابغات : الدروع وأصله الوصف بالسبوغ وهو التمام والكمال، وغلب على الدروع فصار كالأبطح، قال الشاعر : عليها أسود ضاربات لبوسهم سوابغ بيض لا يخرقها الىبل
[ السرد ] الىسج، وهو نسج حلق الدروع، قال القرطبي : وأصله من الإحكام، قال لبيد : صنع الحديد مضاعفا أسراده لينال طول العيش غير مروم
[ القطر ] الىحاس المذاب
[ جفان ] جمع جفنة وهي القصة الكبيرة
[ آلجوابي ] جمع جابية وهي الحوض الكبير يجمع فيه الماء، قال الأعشى : نفى الذم عن آل المحلق جفنة كجابية الشيخ العراقي تفهق
[ منسأته ] المنسأة : العصا سميت بذلك لأنه ينسأ بها أي يطرد ويزجر، قال الشاعر : إذا دببت على المنساة من كبر فقد تباعد عنك اللهو والغزل تفسيرسورة سبأ
التفسير :
[ الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض ] أي العناء الكامل على جهة التعظيم والتبجيل، لله الذي له كل ما في الكون، خلقا وملكا وتصرفا، الجميع ملكه وعبيده، وتحت قهره وتصرفه، فله الحمد في الدنيا لكمال قدرته، وفي الآخرة لواسع رحمته
[ وله الحمد في الآخرة ] أي وله الحمد بأجمعه، لا يستحقه أجد سواه، لأنه المنعم المتفضل على أهل الدنيا والآخرة


الصفحة التالية
Icon