سورة القمر
مكية وآياتها خمس وخمسون آية
بين يدي السورة
* سورة القمر في السور المكية، وقد عالجت أصول العقيدة الإسلامية، وهي من بدئها إلى نهايتها، حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن، وطابع السورة الخاص، هو طابع اللهديد والوعيد، والإعذار، والإنذار، مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار.
* ابتدأت السورة الكريمة بذكر تلك " المعجزة الكونية، معجزة انشقاق القمر، التي هي إحدى المعجزات العديدة لسيد البشر (ص)، وذلك حين طلب المشركون منه معجزة جلية، تدل على صدقه، وخصصوا بالذكر أن يشق لهم القمر، ليشهدوا له بالرسالة، ومع ذلك عاندوا وكابروا [ اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر.. ] الآيات.
* ثم انتقلت للحديث عن أهوال القيامة وشدائدها، بأسلوب مخيف يهز المشاعر هزا، ويحرك في النفس الرعب والفزع، من هول ذلك اليوم العصيب [ فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ].
* وبعد الحديث عن كفار مكة، يأتى الحديث عن مصارع المكذبين، وما نالهم في الدنيا من ضروب العذاب والدمار، بدءا بقوم نوح [ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر.. ].
* ثم تلاه الحديث عن الطغاة المتجبرين من الأمم السالفة، الذين كذبوا الرسل، فأهلكهم الله إهلاكا فظيعا، ودمرهم عن بكرة أبيهم، وقد تحدثت الآيات عن قوم (عاد، وثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون ) وغيرهم من الطغاة المتجبرين بشيء من الإسهاب، مع تصوير أنواع العذاب [ كذبت عاد فكيف كان عذابى ونذر ؟ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر.. ] الآيات.
* وبعد عرض هذه المشاهد الأليمة - مشاهد العذاب والنكال - الذي حل بالمكذبين لرسل الله (ص)توجهت السورة إلى مخاطبة قريش، وحذرتهم مصرعا كهذه المصارع، بل ما هو أشد وأنكى [ سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر.. ] الآيات.
* وختمت السورة ببيان مال المتقين، بعد ذكر مال الأشقياء المجرمين، على طريقة القرآن في الجمع بين (الترغيب ) و(الترهيب ) بأسلوبه العجيب [ إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ]. تفسيرسورة القمر
قال الله تعالى :[ اقتربت الساعة وانشق القمر.. ] إلى قوله [ فهل من مدكر ]. من آية (١) إلى نهاية آية (٣٢).
اللغة :
[ الأجداث ] جمع جدث وهو القبر
[ مهطعين ] مسرعين يقال : أهطع في سيره أي أسرع
[ منهمر ] انهمر الماء نزل بقوة غزيرا
[ دسر ] الدسر : المسامير التى تشد بها السفينة، جمع دسار ككتاب وكتب، قال في الصحاح : الدسار واحد الدسر وهي خيوط تشد بها الواح السفينة ويقال هي المسامير
[ مدكر ] متعظ خائف وأصله مذتكر قلبت التاء دالا ثم أدغمت الذال فيها فصارت مدكر
[ صرصرأ ] آلصرصر : الشديدة الصوت مع البرد مأخوذ من صرير الباب وهو تصويته
[ أعجاز ] جمع عجز وهو مؤخر الشيء
[ منقعر ] المنقعر : المنقلع من أصله يقال : قعرت الشجرة قعرا قلعتها من أصلها فانقعرت
[ سعر ] جنون من قولهم : ناقة مسعورة، كأنها من شدة نشاطها مجنونة، قال الشاعر : تخال بها سعرا إذا السفر هزها٠
[ أشر ] الأشر : البطر ورجل أشر أي بطر أبطرته النعمة.
التفسير :
[ اقتربت الساعة وانشق القمر ] أي دنت القيامة وقد انشق القمر
[ وإن يروا آية يعرضوا ] أي وإن ير كفار قريش علامة، واضحة ومعجزة ساطعة، تدل على صدق محمد (ص)يعرضوا عن الإيمان


الصفحة التالية
Icon