سورة الرحمن
مدنية وآياتها ثمان وسبعون آية
بين يدي السورة
* سورة الرحمن من السور المكية التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، وهي كالعروس بين سائر السور الكريمة، ولهذا ورد في الحديث الشريف :(لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن ).
* ابتدأت السورة بتعديد ألاء الله الباهرة، ونعمه الكثيرة الظاهرة على العباد، التي لا يحصيها عد، وفي مقدمتها نعمة (تعليم القرآن ) بوصفه المنة الكبرى على الإنسان، تسبق في الذكر خلق الإنسان ذاته وتعليمه البيان [ آلرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ].
* ثم فتحت السورة صحائف الوجود، الناطقة بآلاء الله الجليلة، وآثاره العظيمة التي لا تخص : الشمس والقمر، والنجم والشجر، والسماء المرفوعة بلا عمد، وما فيها من عجائب القدرة، وغرائب الصنعة، والأرض التي بث فيها من أنواع الفواكه، والزروع، والثمار، رزقا للبشر [ الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان.. ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن دلانل القدرة الباهرة في تسيير الأفلاك، وتسخير السفن الكبيرة تمخر عباب البحار، وكأنها الجبال الشاهقة عظمة وضخامة، وهى تجري فوق سطح الماء، بقدرة خالق السماء [ وله الجوار المنشات في البحر كالأعلام.. ] الآيات.
* ثم بعد ذلك الاستعراض السريع لصفحة الكون المنظور، تطوى صفحات الوجود، وتتلاشى الخلائق بأسرها، فيلفها شبح الموت الرهيب، ويطويها الفناء، ولا يبقى إلا الحي القيوم، متفردا بالبقاء [ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ].
* وتناولت السورة أهوال القيامة، فتحدثت عن حال الأشقياء المجرمين، وما يلاقونه من الفزع والشدائد، في ذلك اليوم العصيب [ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام ] الآيات.
* وبعد الحديث عن مشهد العذاب للمجرمين، تناولت السورة مشهد النعيم للمتقين، في شيء من الإسهاب والتفصيل، حيث يكونون في الجنان مع الحور والولدان [ ولمن خاف مقام ربه جنتان ] الآيات.
* وختمت السورة بتمجيد الله جل وعلا والثناء عليه، على ما أنعم على عباده من فنون النعم والإكرام، وهو أنسب ختام لسورة الرحمن [ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ] وهكذا يتناسق البدء مع الختام فى أروع صور البيان !!.
قال الله تعالى :[ الرحمن، علم القرآن.. ] إلى قوله [ فبأي آلاء ربكما تكذبان ] من آية (١) إلى نهاية آية (٤٥).
اللغة :
[ بحسبان ] الحسبان بضم الحاء مصدر مثل الغفران والكفران ومعناه الحساب الدقيق
[ الأنام ] الخلق وكل ما دب على وجه الأرض
[ العصف ] ورق الزرع الأخضر إذا يبس
[ الريحان ] كل نبات طيب الريح، سمي ريحانا لرائحته الطيبة
[ مارج ] المارج : اللهب الذي يعلو النار قال الليث : هو الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد
[ الجوار ] جمع جارية وهي السفينة سميت جارية لأنها تمشي على سطح الماء
[ الأعلام ] الجبال جمع علم وهو الجبل الطويل قال الشاعر :" إذا قطعن علما بدا علم "
[ تنفذوا ] النفود : الخروج من الشيء بسرعة
[ شواظ ] الشواظ : اللهب الذي لا دخان له
[ الدهان ] الجلد الأحمر
[ آن ] بلغ النهاية في الحرارة وهو المسمى بالحميم.
التفسير :


الصفحة التالية
Icon