سورة الحديد
مدنية وآياتها تسع وعشرون آية
بين يدي السورة
* هذه السورة الكريمة من السور المدنية، التي تعنى بالتشريع والتربية والتوجيه، وتبنى المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة الصافية، والخلق الكريم، والتشريع الحكيم.
* وقد تناولت السورة الكريمة " سورة الحديد " ثلاثة مواضيع رئيسية هي :
أولا : أن الكون كله لله جل وعلا، هو خالقه ومبدعه، والمتصرف فيه بما يشاء.
ثانيا : وجوب التضحية بالنفس والنفيس، لإعزاز دين الله، ورفع منار الإسلام، الذي ختم الله به الرسالات السماوية. ثالثا : تصوير حقيقة الدنيا بما فيها من بهرج ومتاع خادع، حتى لا يغتر بها الإنسان، وينسى الآخرة.
* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن عظمة الخالق جل وعلا، الذي سبح له كل ما في الكون، من شجر، وحجر، ومدر، وإنسان، وحيوان، وجماد، فالكل ناطق بعظمته، شاهد بوحدانيته [ سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ] الآيات.
* ثم ذكرت صفات الله الحسنى، وأسماءه العليا، فهو الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، والظاهر بآثار مخلوقاته، والباطن الذي لا يعرف كنه حقيقته أحد، وهو الخالق للإنسان، والمدبر للأكوان [ له ملك السموات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير هو الأول والأخر والظاهر والباطن.. ] الآيات.
* ثم تلتها الآيات وهي تدعو المسلمين إلى البذل والسخاء والإنفاق في سبيل الله، بما يحقق عزة الإسلام ورفعة شأنه، فلابد للمؤمن من الجهاد بالنفس والمال لينال السعادة في الدنيا، والمثوبة في الآخرة [ آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن أهل الإيمان، وأهل النفاق، فالمؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، والمناققون يتخبطون في الظلمات، كما كانوا في الدنيا يعيشون كالبهائم، في ظلمات الجهل والغي والضلال [ يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم.. ] الآيات.
* وتحدثت السورة عن حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، وصورتهما أدق تصوير، فالدنيا دار الفناء، فهي زائلة فانية، كمثل الزرع الزاهي الخصيب، الذي ينبت بقوة بنزول الغيث، ثم يصفر ويذبل، حتى يصير هشيما وحطاما تذروه الرياح، بينما الآخرة دار الخلود، والبقاء، التي لا نصب فيها ولا تعب، ولا هم ولا شقاء [ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو، وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بالغاية من بعثة الرسل الكرام، والأمر بتقوى الله عز وجل، والاقتداء بهدي رسله وأنبيائه [ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته... ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة.
التسمية :
سميت السورة " سورة الحديد " لذكر الحديد فيها، وهو قوة الإنسان فى السلم والحرب، وعدته في البنيان والعمران، فمن الحديد تبنى الجسور الضخمة، وتشاد العمائر، وتصنع الدروع، والسيوف والرماح، وتكون الدبابات والغواصات والمدافع الثقيلة إلى غير ما هنالك من منافع.
قال الله تعالى :[ سبح لله ما في السموات والأرض.. ] إلى قوله [ هي مولاكم وبئس المصير ]. من آية (١) إلى نهاية آية (١٥).
اللغة :
[ سبح ] نزه الله ومجده وقدسه
[ العزيز ] القوي الغالب على كل شيء
[ الأول ] السابق على جميع الموجودات
[ الآخر ] الباقي بعد فنائها
[ يلج ] يدخل
[ يعرج ] يصعد
[ الظاهر ] بوجوده ومصنوعاته وآثاره
[ الباطن ] بكنه ذاته عن إدراك الأبصار له
[ الحسنى ] المثوبة الحسنة والمراد بها الجنة
[ انظرونا ] انتظرونا
[ نفتبس ] نستضىء ونهتدي بنوركم
[ سور ] حاجز بين الجنة والنار


الصفحة التالية
Icon