سورة المعارج
مكية وآياتها أربع وأربعون آية
بين يدي السورة
* سورة المعارج من السور المكية، التي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، وقد تناولت الحديث عن القيامة وأهوالها، والآخرة وما فيها من سعادة وشقاوة، وراحة ونصب، وعن أحوال المؤمنين والمجرمين، في دار الجزاء والخلود، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن كفار مكة وإنكارهم للبعث والنشور، واستهزاؤهم بدعوة الرسول (ص).
* ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن طغيان أهل مكة، وعن تمردهم على طاعة الرسول (ص)، واستهزائهم بالإنذار والعذاب الذي خوفوا به، وذكرت مثلا لطغيانهم بما طلبه بعض صناديدهم وهو " النضر بن الحارث " حين دعا أن ينزل الله عليه وعلى قومه العذاب العاجل، ليستمتعوا به في الدنيا قبل الآخرة، وذلك مكابرة في الجحود والعناد [ سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج.. ] الآيات
* ثم تناولت الحديث عن المجرمين في ذلك اليوم الفظيع الذي تتفطر فيه السموات، وتتطاير فيه الجبال، فتصير كالصوف الملون ألوانا غريبة [ يوم تكون السماء كالمهل " وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تئويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ].
* ثم استطردت السورة إلى ذكر طبيعة الإنسان، فإنه يجزع عند الشدة، ويبطر عند النعمة فيمنع حق الفقير والمسكين [ إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا ].
* ثم تحدثت عن المؤمنين، وما اتصفوا به من جلائل الصفات، وفضائل الأخلاق، وبينت ما أعد الله لهم من عظيم الأجر، في جنات الخلد والنعيم [ إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ] الايأت.
* ثم تناولت الكفرة المستهزئين بالرسول، الطامعين في دخول جنات النعيم [ فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ].
* وختمت السورة الكريمة بالقسم الجليل برب العالمين، على أن البعث والجزاء حق لا ريب فيه، وعلى أن الله تعالى قادر على أن يخلق خيرا منهم [ فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين.. ] إلى قوله تعالى [ خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ] نهاية السورة الكريمة، وهو ختم يناسب موضوع السورة، في عقاب الكفرة المجرمين، المكذبين بالبعث والنشور.
قال الله تعالى :[ سأل سائل بعذاب واقع.. ] إلى قوله [ ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون ] من آية (١) إلى آية (٤٤) نهاية السورة الكريمة.
اللغة :
[ المعارج ] المصاعد والمدارج التي يرتقى بها الإنسان جمع معرج وهو المصعد، والعروج الارتفاع إلى السماء ومنه معراج النبى (ص)
[ المهل ] النحاس المذاب
[ العهن ] الصوف المنفوش
[ فصيلته ] الفصيلة : العشيرة الذي فصل عنهم وتولد منهم
[ لظى ] اسم لجهنم سميت بذلك لأن نيرانها تتلظى أي تلتهب
[ الشوى ] جمع شواة وهي جلدة الرأس، قال الأعشى : قالت قتيلة ماله قد جللت شيبا شواته ؟
[ هلوعا ] كثير الجزع والضجر، قال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر، وإذا مسه الضر لم يصبر
[ عزين ] جماعات متفرقين جمع عزة بكسر العين، وهى الجماعة المتفرقة، قال الشاعر : فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا،
[ يوفضون ] يسرعون يقال : أوفض البعير إذا أسرع السير.
سبب النزول :


الصفحة التالية
Icon