على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال : يا رسول اللّه أسمعني شيئا مما أنزل اللّه عليك فقرأ عليه إذا زلزلت فلما انتهى إلى قوله فمن يعمل مثقال ذرة إلخ قال : حسبي يا رسول اللّه، وحدّثني أبو عبد اللّه عن أبي العيناء عن الأصمعي قال : قرأ أعرابي فمن يعمل مثقال ذرة شرّا يره فقدّم وأخّر فقلت له : قدّمت وأخّرت فقال :
خذا جنب هرشى أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهنّ طريق »
و روى هذه النادرة الزمخشري في كشافه أيضا وأضاف :« و الذرة :
النملة الصغيرة وقيل الذر ما يرى في شعاع الشمس من الهباء » وهرشى كسكرى ثنية في طريق مكة عند الجحفة. أي اسلكا أمام تلك الثنية أو خلفها فإنه أي الحال والشأن كلّ من جانبيها طريق للإبل التي تطلبانها، وتكرير لفظ هرشى لتقريرها في ذهن السامع خوف غفلته عنها والمقام كان مقام هداية فحسن فيه ذلك.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٥٢
(١٠٠) سورة العاديات
مكيّة وآياتها إحدى عشرة
[سورة العاديات (١٠٠) : الآيات ١ الى ١١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤)فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩)
وَ حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١)
اللغة :
(الْعادِياتِ) الخيل تعدو في الغزو بسرعة والياء من الواو لكسر ما قبلها.
(ضَبْحاً) هو صوت أجوافها وفي المختار :« ضبحت الخيل من باب قطع والضبح صوت أنفاسها إذا عدت » وفي القاموس :« ضبحت الخيل ضبحا وضباحا أسمعت من أفواهها صوتا ليس بصهيل ولا
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٥٣