عرف بعض المستعاذ منه ونكر بعضه للتعميم والتخصيص، فكل نفاثة شريرة أما الحسد فمنه المحمود ومنه المذموم، قال صلى اللّه عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين وقال أبو تمام « إن العلا حسن في مثلها الحسد » وقال « و ما حاسد في المكرمات بحاسد ».
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٦٢٤
(١١٤) سورة النّاس
مكيّة وآياتها ستّ
[سورة الناس (١١٤) : الآيات ١ الى ٦]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦)
اللغة :
(الْوَسْواسِ) اسم بمعنى الوسوسة، كالزلزال بمعنى الزلزلة وأما المصدر فوسواس بالكسر كزلزال والمراد به الشيطان سمّي بالمصدر كأنه وسوسة في نفسه لأنه صنعته وشغله وأريد ذو الوسواس. وفي المصباح أنه يطلق أيضا على ما يخطر بالقلب من الشر وكلّ ما لا خير فيه. وفي المختار : حديث النفس يقال : وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواسا بالكسر والوسواس بالفتح الاسم.
(الْخَنَّاسِ) في المختار « خنس عنه تأخر وبابه دخل وأخنسه غيره
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٦٢٥
أي خلفه ومضى عنه، والخناس الشيطان لأنه يخنس إذا ذكر اللّه عزّ وجلّ ». قال في أساس البلاغة :« خنس الرجل من بين القوم خنوسا إذا تأخر واختفى وخنّسته أنا وأخنسته وأشار بأربع وخنس إبهامه ومنه الخناس وفي الحديث :« الشيطان يوسوس إلى العبد فإذا ذكر اللّه خنس » وفي أنفه خنس وهو انخفاض القصبة وعرض الأرنبة. والبقر خنس ».
الإعراب :