سورة الحجر
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٤٠
٤٤١
رب : حرف جر لا اسم خلافاً للكوفيين والأخفش في أحد قوليه، وابن الطراوة ومعناها في المشهور : التقليل لا التكثير، خلافاً لزاعمه وناسبه إلى سيبويه، ولمن قال : لا تفيد تقليلاً ولا تكثيراً، بل هي حرف إثبات. ودعوى أبي عبد الله الرازي الاتفاق على أنها موضوعة للتقليل باطلة، وقول الزجاج : إن رب للكثرة ضد ما يعرفه أهل اللغة ليس بصحيح، وفيها لغات، وأحكامها كثيرة ذكرت في النحو، ولم تقع في القرآن إلا في هذه السورة على كثرة وقوعها في لسان العرب.
جزء : ٥ رقم الصفحة : ٤٤١
ذر : أمر استغنى غالباً عن ماضيه بترك، وفي الحديث :"ذروا الحبشة ما وذرتكم" لو ما : حرف تحضيض، فيليها الفعل ظاهراً أو مضمراً، وحرف امتناع لوجود فيليها الاسم مبتدأ على مذهب البصريين ومنه، قول الشاعر :
لو ما الحياء ولو ما الدين عبتكماببعض ما فيكما إذ عبتما عوري
وقال بعضهم : الميم في لو ما بدل من اللام في لولا، ومثله : استولى على الشيء واستوما. وخاللته وخالمته فهو خلى وخلمي أي : صديقي. وقال الزمخشري : لو ركبت مع لا وما لمعنيين، وأما هل فلم تركب إلا مع لا وحدها للتحضيض انتهى. والذي أختاره البساطة فيهما لا التركيب، وأنّ ما ليست بدلاً من لا. سلك الخيط في الإبرة وأسلكها أدخله فيها ونظمه. قال الشاعر :
حتى إذا سلكوهم في قتائدةشلا كما تطرد الحمالة الشردا
وقال الآخر :
وكنت لزاز خصمك لم أعودوقد سلكوك في يوم عصيب
الشهاب : شعلة النار، ويطلق على الكوكب لبريقه شبه بالنار. وقال أبو تمام :
والعلم في شهب الأرماح لامعةبين الخميسين لا في السبعة الشهب
اللواقح : الظاهر أنها جمع لاقح أي : ذوات لقاح كلابن وتامر، وذلك أنّ الريح تمر على الماء ثم تمر على السحاب والشجر فيكون فيها لقاح قاله الفراء. وقال الأزهري : حوامل تحمل السحاب وتصرفه، وناقة لاقح، ونوق لواقح إذا حملت الأجنة في بطونها. وقال زهير :
إذا لقحت حرب عوان مضرةضروس تهر الناس أنيابها عصل
وقال أبو عبيدة : أي ملاقح جمع ملقحة، لأنها تلقح السحاب بإلقاء الماء. وقال :
ومختبط مما تطيح الطوائح
أي : المطاوح جمع مطيحة. الصلصال : قال أبو عبيدة الطين إذا خلط بالرمل وجف، وقال أبو الهيثم : الصلصال صوت اللجام وما أشبهه، وهو مثل القعقعة في الثوب. وقيل : التراب المدقق، وصلصل الرمل صوت، وصلصال بمعنى مصلصل كالقضقاض أي المقضقض، وهو فيه كثير، ويكون هذا النوع من المضعف مصدراً فتقول : زلزل زلزالاً بالفتح، وزلزالاً بالكسر، ووزنه عند البصريين فعلال، وهكذا جميع المضاعف حروفه كلها أصول لا قعقع، خلافاً للفراء وكثير من النحويين. ولا فعفل خلافاً لبعض البصريين وبعض الكوفيين، ولا أنّ أصله فعل بتشديد العين أبدل من
٤٤٢
الثاني حرف من جنس الحرف الأول خلافاً لبعض الكوفيين. وينبني على هذه الأقوال : ورب صلصال. الحمأ : طين اسود منتن، واحدة حمأة بتحريك الميم قاله الليث ووهم في ذلك، وقالوا : لا نعرف في كلام العرب الحمأة إلا ساكنة الميم، قاله أبو عبيدة والأكثرون، كما قال أبو الأسود :


الصفحة التالية
Icon