سورة الفتح
مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٨٦
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٨٧
٨٧
ظفر بالشيء : غلب عليه، وأظفره : غلبه. المعرة : المكروه والمشقة اللاصقة، مأخوذ من العر والعرة، وهو الجرب الصعب اللازم. قال الشاعر :
كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع
الشطء : الفراخ، أشطأ الزرع : أفرخ، والشجرة : أخرجت غصونها. آزر : ساوى طولاً. قال الشاعر :
بمحنية قد آزر الضال نبتهابجر جيوش غانمين وخيب
أي ساوى نبتها الضال طولاً، وهو شجر، ووزنه أفعل لقولهم في المضارع : يوزر.
﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنابِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَه عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا * هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِم وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِا وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّاَاتِهِم وَكَانَ ذَالِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ﴾.
هذه السورة مدنية، وعن ابن عباس أنها نزلت بالمدينة، ولعل بعضاً منها نزل، والصحيح أنها نزلت بطريق منصرفه صلى الله عليه وسلّم من الحديبية، سنة ست من الهجرة، فهي تعد في المدني. ومناسبتها لما قبلها أنه تقدم :﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا ﴾ الآية، وهي خطاب لكفار قريش، أخبر رسوله بالفتح العظيم، وأنه بهذا الفتح حصل الاستبدال، وآمن كل من كان بها، وصارت مكة دار إيمان. ولما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلّم من صلح الحديبية،
٨٨


الصفحة التالية
Icon