سورة الذاريات
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٣٠
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٣١
١٣١
الحبك : الطرائق، مثل حبك الرمل والماء القائم إذا ضربته الريح، وكذلك حبك الشعر آثار تثنيه وتكسره قال الشاعر :
مكلل بأصول النجم ينسجهريح خريق لضاحي مائه حبك
والدرع محبوكة لأن حلقها مطرق طرائق، وواحدها حبيكة، كطريقة وطرق، أو حباك، كمثال ومثل، قال الراجز :
كأنما حللها الحوّاكطنفسة في وشيها حباك
ويقال : حباك للظفيرة التي يشد بها خطار القصب بكرة، وهي مستطيلة تصنع في ترحيب الغراسات المصطفة. وقال ابن الأعرابي : حبكت الشيء : أحكمته وأحسنت عمله. قال الفراء : الحبك : تكسر كل شيء. وقال غيره : المحبوك : الشديد الخلق من فرس وغيره. قال امرؤ القيس :
قد غدا يحملني في أنفهلاحق الأطلين محبوك ممر
الهجود : النوم. السمن : معروف، وهو امتلاء الجسد بالشحم واللحم. يقال : سمن سمناً فهو سمين، شذوا في المصدر واسم الفاعل، والقياس سمن وسمن. وقالوا : سامن، إذا حدث له السمن. الذنوب : الدلو العظيمة، قال الراجز :
إنا إذا نازلنا غريبله ذنوب ولنا ذنوب
وإن أبيتم فلنا القليب
وأنشده الزمخشري :
لنا ذنوب ولكم ذنوب
ويطلق، ويراد به الحظ والنصيب، قال علقمة بن عبدة : وفي كل حي قد خبطت بنعمةفحق لشاس من نداك ذنوب
ونسبه الزمخشري لعمرو بن شاس، وهو وهم في ديوان علقمة. وكان الحارث بن أبي شمر الغساني أسر شاساً أخا علقمة، فدخل إليه علقمة، فمدحه بالقصيدة التي فيها هذا البيت، فلما وصل إلى هذا البيت في الإنشاد قال الحرث : نعم وأذنبه، وقال حسان :
لا يبعدن ربيعة بن مكرموسقى الغوادي قبره بذنوب
وقال آخر :
لعمرك والمنايا طارقاتلكل بني أب منها ذنوب
﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ * وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ * قُتِلَ الْخَراَّصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْاَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذا الَّذِى كُنتُم بِهِا تَسْتَعْجِلُونَ * إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَا هُمْ رَبُّهُم إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَالِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا مِّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالاسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِى أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّآا ِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَفِى الارْضِ ءَايَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِى أَنفُسِكُم أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِى السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَآءِ وَالارْضِ إِنَّه لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٣١
هذه السورة مكية. ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه قال فذكر بالقرآن من يخاف وعيد. وقال أول هذه بعد القسم :﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴾.


الصفحة التالية
Icon