سورة الحديد
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢١٥
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢١٦
٢١٦
﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالارْضِا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَه مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِا يُحْىِا وَيُمِيتُا وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الاوَّلُ وَالاخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُا وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِا يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الارْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ﴾.
قال النقاش وغيره : هذه السورة مدنية بإجماع من المفسرين. وقال غيره، كالزمخشري : هي مكية. وقال ابن عطية : لا خلاف، إن فيها قرآناً مدنياً، لكن يشبه صدرها أن يكون مكياً.
ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها واضحة، لأنه تعالى أمر بالتسبيح، ثم أخبر أن التسبيح المأمور به قد فعله والتزمه كل من في السموات والأرض، وأتى سبح بلفظ الماضي، ويسبح بلفظ المضارع، وكله يدل على الديمومة والاستمرار، وإن ذلك ديدن من في السموات والأرض. والتسبيخ هنا عند الأكثرين بمعنى التنزيه المعروف في قولهم : سبحان الله، فقيل : هو حقيقة في الجميع، وقيل : فيمن يمكن التسبيح منهم، وقيل : مجاز، بمعنى : أن أثر الصنعة فيها ينبه الرائي على التسبيح. وقيل : التسبيح هنا الصلاة، ففي الجماد بعيد، وفي الكافر سجود ظله صلاته، وفي المؤمن ذلك سائغ، واللام في ﴿لِلَّهِ﴾، إما أن تكون بمنزلة اللام في : نصحت لزيد، يقال : سبح الله، كما يقال ؛ نصحت زيداً، فجيء باللام لتقوية وصول الفعل إلى المفعول ؛ وإما أن تكون لام التعليل، أي أحدث التسبيح لأجل الله، أي لوجهه خالصاً.


الصفحة التالية
Icon