سورة النبأ
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٠٨
السبات، قال ابن قتيبة : السبات أصله القطع والمدّ، فالنوم قطع الأشغال الشاقة، ومن المدّ قول الشاعر :
وإن سبتته مال حبلاً كأنهسدى وأملات من نواسج خثعما
أي : إن مدت شعرها مال والتف كالتفاف السدي بأيدي نساء ناسجات. الوهاج : المتوقد المتلالي. المعصر، قال الفراء : السحاب الذي يجلب المطر، ولما يجتمع مثل الجارية المعصر، قد كادت تحيض ولما تحض، وقال نحوه ابن قتيبة، وقال أبو النجم العجلي :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٠٩
تمشي الهوينا مائلاً خمارهاقد أعصرت أو قد دنا إعصارها
الثج، قال ثعلب : أصله شدّت الانصباب. وقال الأزهري : مطر ثجاج : شديد الانصباب، ثج الماء وثججته ثجاً وثجوجاً : يكون لازماً بمعنى الانصباب وواقعاً بمعنى الصب. قال الشاعر في وصف الغيث :
إذا رمقت فيها رحى مرجحنه
تنعج ثجاجاً عزير الحوافل
ألفافاً جمع لف، ثم جمع لف على ألفاف. الكواعب جمع كاعب : وهي التي برز نهدها، ومنه كعب الزجل لبروزه، ومنه الكعبة. قال عاصم بن قيس المنقري :
وكم من حصان قد حوينا كريمةومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر
الدهاق : الملأى، مأخوذ من الدهق، وهو ضغط الشيء وشده باليد كأنه لامتلأته انضغط. وقيل : الدهاق : المتتابعة، قال الشاعر :
أتانا عامر يبغي قرانا
فأترعنا له كأساً دهاقاً
وقال آخر :
لأنت إلى الفؤاد أحب قربامن الصادي إلى كأس دهاق
٤٠٩
﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ * أَلَمْ نَجْعَلِ الارْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجًا * لِّنُخْرِجَ بِهِا حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾.
هذه السورة مكية. وروي أنه صلى الله عليه وسلّم لما بعث، جعل المشركون يتساءلون بينهم فيقولون : ما الذي أتى به ؟ ويتجادلون فيما بعث به، فنزلت. ومناسبتها لما ذكر قبلها ظاهرة. لما ذكر ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثا بَعْدَه يُؤْمِنُونَ﴾، أي بعد الحديث الذي هو القرآن، وكانوا يتجادلون فيه ويسائلون عنه، قال :﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ﴾. وقرأ الجمهور :﴿عَمَّ﴾ ؛ وعبد الله وأبيّ وعكرمة وعيسى : عما بالألف، وهو أصل عم، والأكثر حذف الألف من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر وأضيف إليها. ومن إثبات الألف قوله :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٠٩
على ما قام يشتمني لئيمكخنزير تمرغ في رماد
وقرأ الضحاك وابن كثير في رواية : عمه بهاء السكت، أجرى الوصل مجرى
٤١٠


الصفحة التالية
Icon