سورة التكوير
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٢٩
انكدرت النجوم : انتثرت. وقال أبو عبيدة : انصبت كما تنصب القعاب إذا كسرت. قال العجاج يصف صقراً :
أبصر حرمات فلاة فانكدرتقصي البازي إذا البازي كسر
العشار جمع عشراء، وهي الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السنة. التعطيل : التفريغ والإهمال. الوحش : حيوان البر الذي ليس في طبعه التآنس ببني آدم. الموءودة : البنت التي تدفن حية : وأصله من النقل، كأنها تنقل من التراب حتى تموت، ومنه اتئد : أي توقر وأثقل ولا تخف. الكشط : التقشير، كشطت جلد الشاة : سلخته عنها. الخنس جمع خانس، والخنوس : الانقباض والاستخفاء. تقول خنس بين القوم وانخنس. الكنس جمع كانس وكانسه، يقال : كنس إذا دخل الكناس، وهو المكان الذي تأوي إليه الظباء. والخنس : تأخر الأنف عن الشفة مع ارتفاع قليل من الأرنبة. عسعس، قال الفراء : عسعس الليل وعسس، إذا لم يبق منه القليل. وقال الخليل : عسعس الليل : أقبل وأدبر. قال المبرد : هو من الأضداد. وقال علقمة بن قرط :
حتى إذا الصبح لها تنفساوانجاب عنها ليلها وعسعسا
وقال رؤبة :
يا هند ما أسرع ما تعسعسامن بعدما كان فتى فرعرعا
التنفس : خروج النسيم من الجوف، واستعير للصبح ومعناه : امتداده حتى يصير نهاراً واضحاً. الظنين : المتهم، فعيل بمعنى مفعول، ظننت الرجل : اتهمته، والظنين : البخيل، قال الشاعر :
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٣٠
أجود بمكنون الحديث وإننيبسرّك عن ما سألتني لضنين
٤٣٠
﴿الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُادَةُ سُاِلَتْ * بِأَىِّ ذَنابٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ * فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّه لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالافُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ * فَأيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ﴾.
هذه السورة مكية. ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور. وتكوير الشمس، قال ابن عباس : إدخالها في العرش. وقال مجاهد وقتادة والحسن : ذهاب ضوئها. وقال الربيع بن خثيم : رمى بها، ومنه : كورته فتكوّر. وقال أبو صالح : نكست ؛ وعن ابن عباس أيضاً : أظلمت ؛ وعن مجاهد : اضمحلت. وقيل : غوّرت ؛ وقيل : يلف بعضها ببعض ويرمى بها في البحر. وقال أبو عبيدة : كورت مثل تكوير العمامة. وقال القرطبي : من كار العمامة على رأسه يكورها، أي لأنها وجمعها، فهي تكور، ثم يمحي ضوءها، ثم يرمي بها. وقال الزمخشري : فإن قلت : ارتفاع الشمس على الابتداء أو الفاعلية ؟ قلت : بل على الفاعلية، رافعها فعل مضمر يفسره ﴿كُوِّرَتْ﴾، لأن إذا يطلب الفعل لما فيه من معنى الشرط. انتهى. ومن طريقته أنه يسمي المفعول الذي لم يسم فاعله فاعلاً، ولا مشاحة في الاصطلاح.
٤٣١
وليس ما ذكر من الإعراب مجمعاً على تحتمه عند النحاة، بل يجوز رفع الشمس على الابتداء عند الأخفش والكوفيين، لأنهم يجيزون أن تجيء الجملة الاسمية بعد إذا، نحو : إذا زيد يكرمك فأكرمه.


الصفحة التالية
Icon