سورة الأعلى
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٥٦
٤٥٧
الغثاء، مخفف الثاء ومشدّدها : ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات والقماش، قال الشاعر :
كأن طميا المجيمر غدوةمن السيل والغثاء فلك مغزل
ورواه الفرّاء : والإغثاء على الجمع، وهو غريب من حيث جمع فعال على أفعال. الحوّة : سواد يضرب إلى الخضرة، قال ذو الرّمة :
لمياء في شفتيها حوّة لعسوفي اللثات وفي أنيابها شنب
وقيل : خضرة عليها سواد، والأحوى : الظبي الذي في ظهره خطان من سواد وبياض، قال الشاعر :
وفي الحي أحوى ينفض المرد شادنمظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد
وفي الصحاح : الحوة : سمرة، وقال الأعلم : لون يضرب إلى السواد، وقال أيضاً : الشديد الخضرة التي تضرب إلى السواد.
﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاعْلَى * الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَه غُثَآءً أَحْوَى * سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى * إِلا مَا شَآءَ اللَّه إِنَّه يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الاشْقَى * الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى * قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِا فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا * وَالاخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هذا لَفِى الصُّحُفِ الاولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾.
هذه السورة مكية. ولما ذكر فيما قبلها ﴿فَلْيَنظُرِ الانسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾، كأن قائلاً قال : من خلقه على هذا المثال ؟ فقيل :﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾. وأيضاً لما قال :﴿إِنَّه لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾، قيل : هو ﴿سَنُقْرِئُكَ﴾، أي ذلك القول الفصل.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٥٧


الصفحة التالية
Icon