سورة الزلزلة
مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٩٨
الذرّة : النملة صغيرة حمراء رقيقة، ويقال : إنها أصغر ما تكون إذا مضى لها حول. وقال امرؤ القيس :
ومن القاصرات الطرف لودب محولمن الذّر فوق الأتب منها لأثرا
وقيل : الذرّ : ما يرى في شعاع الشمس من الهباء.
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الارْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الارْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الانسَانُ مَا لَهَا * يومئذ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يومئذ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.
هذه السورة مكية في قول ابن عباس ومجاهد وعطاء، مدنية في قول قتادة ومقاتل، لأن آخرها نزل بسبب رجلين كانا بالمدينة. ولما ذكر فيما قبلها كون الكفار يكونون في النار، وجزاء المؤمنين، فكأن قائلاً قال : متى ذلك ؟ فقال :﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الارْضُ زِلْزَالَهَا﴾. قيل : والعامل فيها مضمر، يدل عليه مضمون الجمل الآتية تقديره : تحشرون. وقيل : اذكر. وقال الزمخشري : تحدث، انتهى. وأضيف الزلزال إلى الأرض، إذ المعنى زلزالها الذي تستحقه ويقتضيه جرمها وعظمها، ولو لم يضف لصدق على كل قدر من الزلزال وإن قل ؛ والفرق بين أكرمت زيداً كرامة وكرامته واضح. وقرأ الجمهور :﴿زِلْزَالَهَا﴾ بكسر الزاي ؛ والجحدري وعيسى : بفتحها. قال ابن عطية : وهو مصدر كالوسواس. وقال الزمخشري : المكسور مصدر، والمفتوح اسم، وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف، انتهى. أما قوله : والمفتوح اسم، فجعله غيره مصدراً جاء على فعلال بالفتح. ثم قيل : قد يجيء بمعنى اسم الفاعل، فتقول : فضفاض في معنى مفضفض، وصلصال : في معنى مصلصل. وأما قوله : وليس في الأبنية الخ ؛ فقد وجد فيها فعلال بالفتح من غير المضاعف، قالوا : ناقة بها خزعان بفتح الخاء وليس بمضاعف.


الصفحة التالية
Icon