سورة العاديات
إحدى عشرة آية مكية
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً
اعلم أن الضبح أصوات أنفاس الخيل إذا عدت وهو صوت ليس بصهيل ولا حمحمة ولكنه صوت نفس ثم اختلفوا في المراد بالعاديات على قولين
الأول ما روى عن علي عليه السلام وابن مسعود أنها الإبل وهو قول إبراهيم والقرظي روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ( بينا أنا جالس في الحجر إذا أتاني رجل فسألني عن العاديات ضبحاً ففسرتها بالخيل فذهب إلى عليه عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله وذكر له ما قلت فقال ادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام بدر وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً الإبل من عرفة إلى مزدلفة ومن المزدلفة إلى منى يعني إبل الحاج قال ابن عباس فرجعت عن قولي إلى قول علي عليه السلام ) ويتأكد هذا القول بما روى أبي في فضل السورة مرفوعاً ( من قرأها أعطى من الأجر بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعاً ) وعلى هذا القول فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً أن الحوافر ترمى بالحجر من شدة العدو فتضرب به حجراً آخر فتورى النار أو يكون المعنى الذين يركبون الإبل وهم الحجيج إذا أوقدوا نيرانهم بالمزدلفة فَالْمُغِيراتِ الإغارة سرعة السير وهم يندفعون صبيحة يوم النحر مسرعين إلى منى فَأَثَرْنَ بِهِ نَفْعاً يعني غباراً بالعدو وعن محم د بن كعب النقع ما بين المزدلفة إلى منى فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً يعني مزدلفة لأنها تسمى الجمع لاجتماع الحاج بها وعلى هذا التقدير فوجه القسم به من وجوه أحدها ما ذكرنا من المنافع الكثيرة فيه في قوله أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبِلِ


الصفحة التالية
Icon