سورة الفلق
خمس آيات مدنية
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
قوله تعالى قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ فيه مسائل
المسألة الأولى في قوله قُلْ فوائد أحدها أنه سبحانه لما أمر بقراءة سورة الإخلاص تنزيهاً له عما لا يليق به في ذاته وصفاته وكان ذلك من أعظم الطاعات فكأن العبد قال إلهنا هذه الطاعة عظيمة جداً لا أثق بنفسي في الوفاء بها فأجاب بأن قال قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ أي استعذ بالله والتجيء إليه حتى يوفقك لهذه الطاعة على أكمل الوجوه وثانيها أن الكفار لما سألوا الرسول عن نسب الله وصفته فكأن الرسول عليه السلام قال كيف أنجو من هؤلاء الجهال الذين تجاسروا وقالوا فيك مالا يليق بك فقال الله قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ أي استعذ بي حتى أصونك عن شرهم وثالثها كأنه تعالى يقول من التجأ إلى بيتي شرقته وجعلته آمناً فقلت ومن دخله كان آمناً فالتجىء أنت أيضاً إلي حتى أجعلك آمناً فَقُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ
المسألة الثانية اختلفوا في أنه هل يجوز الاستعانة بالرقي والعوذ أم لا منهم قال إنه يجوز واحتجوا بوجوه أحدها ما روى أن رسول الله ( ﷺ ) اشتكى فرقاه جبريل عليه السلام فقال بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك والله يشفيك وثانيها قال ابن عباس كان رسول الله ( ﷺ ) يعلمنا من الأوجاع كلها والحمى هذا الدعاء ( بسم الله الكريم أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار ) وثالثها قال عليه السلام من دخل على مريض لم يحضره أجله فقال أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات شفى ورابعها عن علي عليه السلام قال كان رسول الله ( ﷺ ) إذا دخل على مريض قال ( أذهب