نمدهم كل يوم من بقيتنا ولا يئوب إلينا منهم أحد وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها أي هلا جئت بها من عندك قال الله قل لهم يا محمد إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر يعني القرآن قال محمد واحد البصائر بصيرة وهي كلمة تتصرف على وجوه وأصلها بيان الشيء وظهوره وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا قال الحسن كانوا يتكلمون في الصلاة حتى نزلت هذه الآية واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة أي مخافة منه ودون الجهر من القول بالغدو والآصال يعني العشيات وهذا حين كانت الصلاة ركعتين غدوة وركعتين عشية قبل أن تفرض الصلوات الخمس ولا تكن من الغافلين عن الله وعن دينه إن الذين عند ربك يعني الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
تفسير سورة الأنفال وهي مدنية كلها سورة الأنفال من الآية فقط قوله يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية قال الكلبي بلغنا أن رسول الله ﷺ لما صاف المشركين يوم بدر قال ليحرض الناس على القتال إن الله وعدني أن يفتح لي بدرا وأن يغنمني عسكرهم فمن قتل قتيلا فله كذا وكذا من غنيمتهم إن شاء الله فلما توافدوا أدخل الله في قلوب المشركين الرعب فانهزموا فأتبعهم سرعان من الناس فقتلوا سبعين وغنموا العسكر وما فيه وأقام وجوه الناس مع رسول الله في مصافه فلم يشذ عنه منهم أحد ثم قام أبو اليسر بن عمرو الأنصاري من بني سلمة فكلم رسول الله فقال يا رسول الله إنك وعدت من قتل قتيلا أو أسر أسيرا من غنيمة القوم الذي وعدتهم وإنا قتلنا سبعين وأسرنا سبعين ثم قام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله إنه ما منعنا أن نطلب كما طلب هؤلاء زهادة في الأجر ولا جبن عن العدو ولكنا خفنا أن نعري صفك فتعطف عليك خيل المشركين فأرعض عنهما رسول الله ثم قال أبو اليسر مثل كلامه الأول وعاد سعد فتكلم مثل كلامه الأول وقال يا رسول الله الأسارى والقتلى كثير والغنيمة قليلة وإن تعط هؤلاء