يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل هو أخذ كل واحد منهما من صاحبه ليريكم من آياته يعني جري السفن إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وهو المؤمن وإذا غشيهم موج كالظلل كالجبال فمنهم مقتصد هذا المؤمن وأما الكافر فعاد في كفره وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار أي غدار كفور يقول أخلص له في البحر للمخافة من الغرق ثم غدر سورة لقمان من آية آية واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده أي لا يفديه من عذاب الله إن وعد الله حق يعني البعث والحساب والجنة والنار ولا يغرنكم بالله الغرور الشيطان وتقرأ الغرور برفع الغين يعني غرور الدنيا وهو أباطيلها إن الله عنده علم الساعة علم مجيئها وينزل الغيث المطر ويعلم ما في الأرحام من ذكر وأنثى وكيف صوره وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم بخلقه خبير بأعمالهم
تفسير الم السجدة وهي مكية كلها بسم الله الرحمن الرحيم
سورة السجدة
من آية آية قوله الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أي لا شك فيه أنه من رب العالمين قال محمد تنزيل رفع على خبر الابتداء على إضمار الذي تتلو تنزيل الكتاب ويجوز أن يكون رفعه على الابتداء ويكون خبر الابتداء لا ريب فيه أم يقولون افتراه يعني المشركين يقولون إن محمدا افترى القرآن أي قد قالوه وهو على الاستفهام ما أتاهم من نذير من قبلك يعني قريشا لعلهم يهتدون لكي يهتدوا في ستة أيام اليوم منها ألف سنة ما لكم من دونه من ولي يمنعكم من عذابه إذ أراد عذابكم ولا شفيع يشفع لكم عنده حتى لا يعذبكم


الصفحة التالية
Icon