الخاتمة
وتشتمل على :
أولا : أهم ما يستفاد من هذه الآية الكريمة :
إخلاص العقيدة والعبادة لله رب العالمين، فهو تعالى الواحد الأحد لا رب غيره ولا معبود سواه.
في الآية الكريمة بيان لكمال صفات الذات وصفات الأفعال من خلال وصفه - عز وجل - بـ ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾.
ومن كمال حياته وقيوميته - عز وجل - على كل شيئ أنه تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم.
على المسلم أن يسعى إلى الحياة الطيبة بالإيمان والعمل الصالح، وأن يراقب مولاه - عز وجل - في كل أعماله، فهو تعالى القائم على كل نفس بما كسبت وعلى المسلم أيضاً أن يفوض أمره كله للحى القيوم - جل جلاله -.
الإكثار من الدعاء بالحي القيوم فبها تحيى القلوب وتنشط العقول، والتوسل بهما أدعى وأرجى للقبول.
كل ما في الكون ملك لله - عز وجل - فلا ملك إلا له ولا مالك سواه.
لا شفاعة إلا بإذن الله ورضاه ولا شفيع إلا من ارتضاه فالأمر كله لله. يختص بفضله ورحمته من يشاء.
لا علم للبشر إلا ما علمهم الله، ومهما أوتوا من العلم، ومهما ارتقوا في درجاته فعلمهم قليل وعقولهم قاصرة، ولا سبيل للمعرفة الكاملة والإحاطة الشاملة بالمحسوسات المشاهدة فضلاً عن الحقائق الغيبية ؛ فعلى العبد أن يفوض العلم إلى علام الغيوب، وأن يوظف علمه فيما ينفع الناس ابتغاء مرضاة الله.
في الآية الكريمة إثبات لمشيئة الله تعالى فلا يقع في ملكه إلا ما شاء.
وفي هذا دعوة ضمنية للإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، فكل ما في الكون خاضع لمشيئة الله - عز وجل - قال تعالى :﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ سورة القصص ٦٨ وقال سبحانه ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين ﴾ سورة التكوير ٢٩